في اليوم الثاني لعودته إلى بيروت استعرض رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري خلال اجتماع ضم سفراء وممثلي دول مجموعة الدعم الدولية للبنان أمس، الهبة السعودية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإمكانات الاستفادة منها ووضعها موضع التنفيذ لمساعدة القوى الأمنية في عملية مكافحة الإرهاب.

وعرض الحريري الجهود التي يمكن أن تقوم بها دول المجموعة والتي تضم ممثلي الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي والصين والأمم المتحدة لدعم لبنان في مواجهة أعباء النازحين السوريين عبر تقديم مساعدات لهم وللدولة اللبنانية والقرى والبلدات التي تؤويهم.

كما التقى الحريري سفير تركيا إنان أوزيلديز الذي أعرب عن اعتقاده بأن عودة الحريري "ستلعب دوراً إيجابياً في تمتين الحوار والاستقرار وتؤدي إلى دعم القوى العسكرية والأمنية".

هذا وأكدت أوساط الحريري أنه "لا حاجة لأي لقاء مع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله".

من جهته، اعتبر رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، أن "عودة الحريري تساعد لبنان في تخطي الأزمات في ظل تطورات أوضاع المنطقة"، ورأى أن "الجيش اللبناني أثبت شجاعة وإقداما وحكمة مما ساهم في تجنيب أهل بلدة عرسال والبقاع مخاطر جسيمة"، وأضاف أنه "لا سمح الله لو تطوَّرت الأمور لكنا ذاهبين نحو حرب أهلية". وقال إن الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني ساهم في الحفاظ على السلم الأهلي، كما يؤكد أهمية المكرمة السعودية التي ستساهم في تعزيز قدرات الجيش".

وعلى الصعيد الميداني، خيم الهدوء على بلدة عرسال، في وقت وسع فيه الجيش اللبناني من انتشاره في المنطقة بعد وقف إطلاق النار، والذي تمكن من الدخول إلى نقطة الحصن التي كان قد خسرها في اللحظات الأولى من المعارك التي اندلعت منذ أسبوع مع المسلحين من جبهة النصرة وتنظيم "داعش". وسير فوج المجوقل دوريات داخل عرسال، فيما استمر عمل الدفاع المدني في انتشال جثث المسلحين من البلدة.

ونفت مصادر أمنية ما تم تداوله عن تحرير عناصر الجيش اللبناني جميعا، موضحة أن "وفد هيئة العلماء المسلمين الذي يقوم بوساطة بانتظار إشارات إيجابية من مشايخ سوريين توجهوا إلى جرود عرسال للتفاوض مع أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي السوري ومع "داعش" من أجل الإفراج عن العسكريين المخطوفين.

وأفيد بأن الدفاع المدني انتشل 45 جثة للإرهابيين في عرسال، بينها جثة مساعد الإرهابي أبو حسن الفلسطيني أمير "داعش" في القلمون والذي قتل في اشتباكات عرسال، كذلك الإرهابي اللبناني أحمد عبدالكريم حميد.

ونعت قيادة الجيش الجندي عبدالحميد نوح الذي استشهد صباح أمس متأثرا بجروح أصيب بها خلال الاشتباكات في عرسال، وعلى وقع تعزيز انتشار وحدات الجيش عند مداخل عرسال يستمر الهدوء مخيماً ويتوالى توافد الأهالي العائدين لتفقد ممتلكاتهم.

من ناحية ثانية، نفّذ أهالي العسكريين المخطتفين في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي المخطوفين لدى المجموعات الإرهابية أمس، اعتصاماً على الطريق الدولي عند تحويرة دورس، قطعوا فيه الطريق أمام السير، ورددوا خلاله شعارات مؤيدة للجيش ورفعوا الأعلام اللبنانية، مطالبين بالإفراج عن أبنائهم المخطتفين، وسيعتصم الأهالي اليوم أيضا تضامنا مع الجيش اللبناني في رياق.

وشدد وزير العدل اللواء أشرف ريفي على أن "لبنان لن يكون أرض إرهاب للقاعدة كما يريد نظام بشار الأسد في سورية"، مضيفا أنه "علينا أن نكمل إنجازنا الأمني الكبير في عرسال عبر تحرير رهائننا".

أمنيا، دهمت مخابرات الجيش في النبطية منزل السوري (و. أ) في بلدة النميرية، في الجنوب، وضبطت في داخله بندقيتي صيد إحداهما من نوع "بومب اكشن"، وتبين أن الموقوف قام بتصوير منزل أحد القيادات الأمنية اللبنانية الرفيعة، بواسطة هاتفين جوالين في حوزته، وقد صودرت المضبوطات، وأحيل الموقوف إلى مقر مخابرات الجيش.

من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية لبنانية إن متشددين إسلاميين عبروا الحدود من سورية إلى لبنان أمس، مما أدى إلى اندلاع معركة مسلحة مع قرويين لبنانيين انتهت بإجبار المتشددين على العودة من حيث أتوا. وأوضحت المصادر أن المعركة المسلحة قرب قرية كفر قوق، وقعت بعد اشتباك بين مسلحين وقوات أمن سورية على الناحية الأخرى من الحدود. ولم يتضح على الفور إن كان هناك قتلى أو مصابين.