قاد مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار علمائها الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء البلاد فيما يمكن تسميته اصطلاحا بـ"جمعة توجيهات الملك"، إذ كان ملاحظا اهتمام المنابر بالتحذير من الجماعات الإرهابية المسلحة التي لا تعرف غير طريق العنف، فيما اتهم المفتي المخابرات العالمية بتربية تلك الجماعات ورعايتها واحتضانها.
ونفى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ صفة "المجاهدين" عن المنتمين للجماعات المسلحة، في إشارة إلى "القاعدة" و"داعش" ومن سار على نهجهما، واصفا إياهم بـ"المغتصبين واللصوص"، وأن ما يقومون به لا علاقة له بـ"الجهاد الإسلامي"، منبها من خطورة الظن بهم خيرا، معتبرا أنهم "أعداء الدين الحقيقيون".
وتطرق المفتي في سياق خطبته التي ألقاها من جامع الإمام تركي بن عبدالله (وسط العاصمة الرياض) إلى ما تمارسه الجماعات المسلحة من تمثيل في قتل الأبرياء واستباحة دمائهم، وتركيز القنوات الإعلامية على بث تلك الفظائع للمشاهدين حول العالم، وكأنهم يرسلون رسالة أن الإسلام يأمر بذلك، وهو براء من ذلك، إذ أكد أن "شريعة الإسلام شريعة العدل والحرمة والإحسان، عاش في ظلها المسلمون وغيرهم".
وحذر مفتي عام البلاد من مغبة استغلال جرائم الجماعات الإرهابية المسلحة في الدول العربية والإسلامية، وجعلها مطية لفتح المجال أمام القوى الأجنبية للتدخل في شؤون الأمة.
ووصف رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء ما تقوم به الجماعات المسلحة في بعض الدول العربية بأنه "إرهاب منظم وعدوان غاشم وظلم وضلال ونهب للأموال وتدمير للبلاد واستباحة لها وفتح فرص لتدخل القوى الأجنبية في بلاد الإسلام"، مشددا على أن تلك الجماعات ومن شايعها هم "مطايا لكل سوء ولكل شر وبلاء".
وأشار مفتي عام المملكة إلى أن الجماعات المسلحة تربت على أيدي "المخابرات العالمية"، وأخذت بتنفيذ جرائمها التي تشمئز منها النفوس وتقشعر منها الجلود، معلنا براءة الشريعة الإسلامية من تلك الأخلاق السيئة ومن تلك الجرائم العظيمة التي تقودها نفوس شريرة وأيد خبيثة، مشيرا إلى أنها هي عدو الإسلام بكل صوره.