حدث إعلامي لافت، يعد موقف الممثل والمخرج الأميركي بن أفليك الإيجابي، واعتبار الإرهاب لا يمكن إسقاطه ووصم أكثر من مليار مسلم به، ردا على اعتبار الإسلام ديانة تحث على العنف والقتل وجميع المسلمين إرهابيون، في برنامج يقدمه إعلامي موقفه عدائي وعنصري، شاهد المقطع 4 ملايين متابع ليوتيوب، وحصد موقفه نصف مليون تغريدة ممتنة من مغردين مسلمين في وسم أطلقته مبتعثة سعودية، وهذه مبادرة إيجابية منها ومن المتحاورين في الحلقة الشهيرة وأحدثت أصداء متباينة، ليس لمدافعة بن أفليك فقط بل لأن تأجيج العداء ضد المسلمين وقوده مثل هذه البرامج.

الكراهية ضد المسلمين تفاقمت وفقا لإحصائيات وحدة جرائم الكراهية بشرطة نيويورك، الجرائم ارتفعت بنسبة 143%عن العام الماضي، و"الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان" بمناسبة اليوم الأوروبي لمناهضة الإسلاموفوبيا -21 سبتمبر الماضي - أظهرت استطلاعاتها أن المسلمين الفئة الثانية الأكثر استهدافاً من خطاب الكراهية في أوروبا، وإهانة المسلمين العنصرية في الغرب تتفاقم بتبني ممن يؤصلون الإسلاموفوبيا بتكريسهم معلومات ترسخ الكراهية ضد الإسلام والمسلمين. وأطلق بعض الأميركيين من اليمين الراديكالي راكبي موجة تأجيج الكراهية مؤخرا حملة إعلانية ليست الأولى، تحمل عبارات على الحافلات ومحطات المترو معادية للإسلام، تقودها اليهودية الأميركية باميلا جيلر داعمة دولة الاحتلال الصهيوني، وتوجه حملاتها لتأكيد كراهية ملايين الفلسطينيين وتبرير العدوان عليهم وعلى المسلمين في شكل عام.

والمواقف العدائية تصدر عن بعض رجال الشرطة والسياسة والدين والإعلام الذي يضع أخبار إرهاب يطال المسلمين قبل غيرهم في الصدارة كمستهدف للدول الغربية، رغم أنه يفتك بالدول العربية.. ومن النماذج العدوانية ما أعلنه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ثم عاد للاعتذار عنه.

المبادرة بين عدوانية موجهة وإيجابية عفوية، تتمثل في ما يعتبر لافتا برفع العلم الفلسطيني بمجلس العموم البريطاني مكتوب عليه "الاعتراف بفلسطين" وتصويت نواب بريطانيين بقيادة النائبة البريطانية المسلمة ياسمين قرشي، وموقف وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي، واستشهدت بآيات من القرآن الكريم في خطاب لها، خلال اجتماعات حزب المحافظين الحاكم، باستحضار رحابة الدين الإسلامي في الآيات الكريمة: "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" و"لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" لتأكيد أن الإسلام دين سلام، بما يعني أن في الغرب من يستطيعون الاستدلال وفقا لتفكيرهم المتسامح الموضوعي المنفتح؛ أو العنصري.

علينا الاعتراف بأن التجاهل وغياب نخبنا ومؤسساتنا عن تبني الرد بمبادرات إيجابية في جانب منه؛ يعد حطبا لإذكاء العنصرية يضطرم بسلبية الغياب ليسجل صورة مؤكدة لما يروجه الإعلام السلبي.