بمطالعة نوع من الدراسات، تعني بقياس مدى إحراز تقدم ونجاح ما يفترض أنه ناتج من الحملات العنصرية الإجرامية ضد المسلمين، ليس مقنعا أن 50% من الأميركيين ضد الإسلام؛ بسبب "داعش"، وفقا لأحدث استطلاع للرأي لمركز بيو الأميركي للأبحاث، هي50% من "عينة" شملها الاستطلاع، أي بضعة آلاف باتوا يعتقدون أن الإسلام يشجع معتنقيه على العنف، لا يمثلون ملايين الأميركيين.

تقول المدونة الفلسطينية ليندا صرصور: عندما فجر "أندريه بريفيك" قنبلة، وذهب لمعسكر شباب في النرويج ليقتل عشرات الأشخاص، لم يستشهد في بيانه بأسامة بن لادن أو انتحاري فلسطيني. استشهد وأوصى بمقالات الأميركية المتعصبة باميلا جيلر التي تقف وراء حملات الكراهية المعادية للإسلام والمسلمين، والمؤيدة لإبادة الشعب الفلسطيني.

قد تكون الدعوة للرد بإيجابية مستفزة، ولكن من يكابر على الاعتراف بأن صناعة "الإسلاموفوبيا" وتعني "الخوف من الإسلام وتكريس العدائية الغربية للمسلمين على خلفية الديانة"، لا يفكر ضمن حدود ومتغيرات عصرنا الواقعية، هناك تجارة رائجة ونجومية يتوسلها أنصاف وأرباع النجوم من يعدون بروزهم ناقصا، وتعزيزه يتم بالافتعال عبر الترويج للكراهية، وعرف المواطن الأميركي ببرمجته على أفلام هوليود التي تقدمه مستهدفا من عدو يدافع عن نفسه وأثمن ما يملك للحماية منه، بداية من الكائنات الفضائية ومراكز البحوث التي تخترع اختراعات تستهدف الولايات الأميركية وتهدد أمنها البيئي أو القومي، وليس انتهاء باختيار الإسلام والمسلمين المتضررين قبل غيرهم من وجود الإرهاب ليكونوا محطة من محطات تلويث الوجدان الأميركي، وضفتها آلة الإعلام الصهيوني بدون رد من عالمنا العربي والإسلامي، لتصحيح الصورة.

وتعمل هذه الآلة الإعلامية بإصرار واستدامة لجعل البرامج والدراسات عبر تبني خطاب للكراهية والعنصرية قابلة لأن تكون برصدها، جزءا ممتدا من تأكيد ربط الإرهاب بالإسلام، وبقدر ما عانت وما قدمت السعودية لمحاربته، هناك من يجتهد لترسيخ الصورة في الأذهان لمكانة السعودية وقيمتها لدى المسلمين، وحتى لا تنحسر الرؤية ويرى الناس حقيقة الكيان الصهيوني المحتل، رغم فهم نخب وشعوب للواقع الفلسطيني وعدم انطلاء ما كان التحكم فيه مسبقا متاحا بتخدير البسطاء، وتمويل أفلام هوليودية تمجد الإلحاد والكفر بالأديان والحلم الصهيوني، وتنمط صورة العربي المشوه، والمسلم الإرهابي..!

بهذه الثنائيات الحادة يواجه البعض هذا المد العاتي بإيجابية، ومن ذلك تفشي المقاطعة العالمية لكل ما هو صهيوني، خاصة المقاطعة الأكاديمية، ومن الخطوات رغم بساطتها وتستحق الثناء عليها كمبادرة مبتعثين "لرفع العلم السعودي للمرة الأولى في جامعة أميركية مرموقة". علينا عدم الاستهانة بأي مبادرة وتقديمها وبصورة دائمة وبإيجابية.