حذر "ائتلاف الوطنية" العراقي بزعامة إياد علاوي أمس من ممارسة ضغوط داخلية وخارجية على رئيس البرلمان، سليم الجبوري، وعلى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لقبول ائتلاف نوري المالكي بوصفه الكتلة الأكبر صاحبة الحق الوحيد في طرح المرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء.

وقال عضو ائتلاف الوطنية النائب عبد الكريم العبيدي لـ "الوطن" إن "الكتل السياسية والمحكمة الاتحادية قالت كلمتها بشأن الكتلة التي ستطرح مرشحها ونحن على علم بوجود ضغوط خارجية وداخلية على رئيسي مجلس النواب والجمهورية للقبول بأن ائتلاف المالكي هو الكتلة الأكبر" مؤكدا أن الولاية الثالثة للمالكي أصبحت من الماضي: "لإصرار الكتل النيابية التي تمثل المكونات العراقية في البرلمان على رفض المالكي وحرصها على طرح شخصية سياسية تحظى بموافقة جميع الأطراف".

وكان ائتلاف دولة القانون أصدر بيانا مساء أول من أمس أكد فيه تمسكه بحقه في طرح زعيمه المالكي مرشحا لتشكيل الحكومة.

من جانبه طالب اتحاد القوى الوطنية "التحالف الوطني" بطرح مرشح بديل للمالكي لشغل منصب رئيس الحكومة، وقال القيادي في "ائتلاف متحدون" المنضوي ضمن الاتحاد النائب أحمد المساري لـ "الوطن": لقد طالبنا التحالف الوطني بطرح مرشحهم لمنصب رئيس مجلس الوزراء بوصفهم الكتلة الأكبر في البرلمان على أن لا يكون المالكي لأنه مرفوض من قبل الكتل السنية والكردية، فضلا عن اعتراض قوى شيعية على ولايته الثالثة "داعيا التحالف الوطني الذي يضم القوى الشيعية إلى احترام التوقيتات الدستورية على أن لا تمر مدة الـ15 يوما التي منحها الدستور لرئيس الجمهورية لتكليف المرشح بتشكيل الحكومة من حسم هذا الامر".

وكان التحالف الوطني عقد أمس في مبنى البرلمان اجتماعا بغياب رئيسه إبراهيم الجعفري لسفره إلى بريطانيا وفشل في تحقيق اتفاق على تسمية مرشح الكتلة الأكبر ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وعقد مجلس النواب أمس جلسته الرابعة برئاسة سليم الجبوري وبحضور 250 نائبا، وخصصت لمتابعة تقرير زيارة الوفد البرلماني إلى مخيمات النازحين وعمل اللجنة الموقتة لدراسة الموازنة وخلت من بحث تحديد الكتلة الأكبر في البرلمان نتيجة بروز خلاف حول هذه المسألة بين أطراف التحالف الوطني، تمثل بإصرار ائتلاف المالكي على أنه صاحب الحق في طرح المرشح فيما ترى كتلة الأحرار، والتيار الصدري، والمجلس الأعلى الإسلامي في العراق بزعامة عمار الحكيم خلاف ذلك.

ميدانيا تمكنت قوات حرس إقليم كردستان البيشمركة أمس من استعادة سيطرتها على أجزاء واسعة من قضاء سنجار بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم داعش التي سيطرت على المدينة تمهيدا لتطهيرها من المسلحين وإعادة النازحين إلى مساكنهم.

ونقلت مصادر إعلامية كردية عن المتحدث باسم قوات البيشمركة، هلكورد حكمة، قوله "تمكنا من الدخول لسنجار بعد اشتباكات عنيفة، وقتلنا العشرات من المسلحين. ونؤكد أننا اقتربنا من تحرير القضاء بالكامل" مشيرا إلى قيام طائرات حربية عراقية بشن غارات جوية متتالية قصفت أهدافا في سنجار وأطرافها موقعة عشرات القتلى فضلا عن تدمير عجلات مسلحة".

في غضون ذلك دعا الحزب الديمقراطي الكردستاني أمس الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية لمساعدة الإقليم وإغاثة اللاجئين والنازحين لمناطق الإقليم، فيما وصف مساندة الطيران العسكري العراقي للبيشمركة بأنها جاءت متأخرة.

وقال القيادي في الحزب النائب عن التحالف الكردستاني فارس البريفكاني في مؤتمر صحفي عقد في مبنى البرلمان العراقي أمس، إن "العراق يمر بظروف صعبة وحرجة أدت إلى نزوح أكثر من مليون ونصف المليون أغلبهم توجه إلى إقليم كردستان الذي وفر كل الإمكانيات الاقتصادية والإنسانية لهم رغم الحصار الاقتصادي المفروض على الإقليم من الحكومة المركزية" مضيفا أن أربيل قامت: "بإنشاء المخيمات التي وفرت لها المستلزمات الضرورية كافة وإنشاء المستشفيات الميدانية"، موضحا أن "ما تقوم به عصابات داعش الإرهابية من عمليات تطهير عرقي وطائفي وآخرها ما حدث للمسيحيين والأيزيديين يتطلب موقفاً حاسماً للقضاء على هذه العصابات"، داعيا الحكومة المركزية والمنظمات الدولية إلى "أخذ دورها الحقيقي في إغاثة النازحين والمهجرين"، مبينا أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني:" أصدر أوامره باستخدام كافة الإمكانات العسكرية لمواجهة مسلحي داعش والعمل على طردهم من المناطق التي تم احتلالها"، واصفا مساندة الطيران الحكومي لقوات حرس الإقليم بأنها "جاءت متأخرة".

وفي حادث أمني أفاد مصدر في وزارة الداخلية بأن ثمانية من عناصر الصحوة سقطوا بين قتيل وجريح بهجوم مسلح على مقر للصحوة شمالي بغداد، وقال المصدر إن "مسلحين ينتمون لـ(داعش)، هاجموا، بعد ظهر أمس بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مقرا تابعا للصحوة في منطقة الطارمية شمالي بغداد، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من الصحوة وإصابة خمسة آخرين".