استمرارا لقاعدة "كيفي بفلوسي" - النسخة الذكورية - التي ينطلق منها ملاك المزايين والطيور الجارحة، وأصحاب السيارات الفارهة في الخارج، ومن قدم الأوراق النقدية علفا لإبله؛ تطل علينا في النسخة النسائية منها إعلاميا بين الحين والآخر - خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي - فتيات مليونيرات، يعرضن ثرواتهن الخيالية "اللاتي ورثنها في الغالب" بسخاء، في سبيل الحصول على زوج بمواصفات خاصة لأغراض خاصة، كأن يكون محرما أو مرافقا أو حارسا شخصيا، أو"شماعة"! ولعل آخرها، المطلقة ذات المئة مليون، التي أعلنت من خلال "تويتر" عن رغبتها في الحصول على زوج، تعده بأن تنفق عليه بسخاء، معلنة أن الهدف من الزواج هو الإنجاب.

ترى ما الأمر المثير في "عرسان تويتر"، مما يجعل النساء الثريات يقدمن على طلب أيديهم، والتشهير بأنفسهن بدلا من اللجوء للخاطبات؟ وهل هؤلاء النسوة شخصيات حقيقية؟ وإن كن كذلك، فما الهدف الذي يتحقق بإظهار السعوديات على الملأ بهذه الصورة؟

ولو كشفت السعوديات عن أرصدتهن، فكم سعودية تملك في رصيدها مئة مليون ريال ترغب أن تشتري بها زوجا؟

لعلي أجد من يعترض علينا بقوله "كيفها بفلوسها"، متجاهلا الحديث عن المسؤولية المجتمعية، التي توجب على الرجل والمرأة إيجاد أوجه لصرف هذه المبالغ خارج الأطر الشخصية البحتة، وبالصورة التي تسيء للمجتمع كاملا.