(1)

في أرض غزة، تُنحر العزائم، وتنتحر الأحلام، ولا يبقَ أمامهم غير الألم.. تتشرد الأجساد، ينتشر الفساد، تعتلي الأصوات، تُزهق الأرواح، بيد أنّ الآمل صامد للأبد

(2)

في سماء غزة، تمطر السماء على سكانها الويلات!

ترعد وتبرق كل يوما بدوي المدافع والغارات!

لا صوت يعلو على صوتها، غير أنين الأطفال وصيحات الأمهات!

والقوم في سبات لا يجذبهم غير التفنن في المأكولات والمشروبات!

(3)

هناك، في غزة ليس ثمة شيء يستحق البقاء فيها!

غير أن من يقطنها يعشقون ترابها حتى الثمالة!

وشتان، بين من ظفِرَ بالحقيقة ويقاوم من أجل بقائها، في زمن تخاذل فيه جل العرب والعالم الإسلامي لإخفائها!

وبين المضلل الذي يتوارى عن قول الحقيقة! ويفرضها بسوط غليظ صنع بأيادي العرب!

(4)

سبعون عاماً ـ أو يزيد ـ يناضلون من أجل الظفر بالنصر المنتظر!.. كبيرهم وصغيرهم، قويهم وأوهاهم، يتجمعون لرفع راية الحق ويتفاجؤون بأيد خفية خرجت من نفس الرحم، ثم تقلب الطاولة رأسا على عقب وتهرب من حيث أتت!

(5)

ومضة:

إياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب! فحربهم إشاعة!

وسيفهم خشب! وعشقهم خيانة! ووعدهم كذب! إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب!

فكلها نحو وصرف وأدب! ليس في معاجم الأقوام قوم اسمهم عرب.

"نزار قباني"