حين نحلم فهذا دليل على إنسانيتنا، يأنس الإنسان بأحلامه، فهي الطائر الذي يرتفع عن آلام الماضي ونكسات الحاضر، بالحلم نبني قصور النجاح في خيالنا وحدائق الانتصار في أذهاننا.

بالأحلام نشفي جراحنا ونداوي آلامنا، إنها الوقود الذي تشتعل به شموع الحماس في ذواتنا، إنها كالماء للزهر والهواء للبشر.

بأحلام الماضي بنيت إنجازات الحاضر وبأحلام حاضرنا نسقي بذور مستقبلنا.

لا يقوى أضخم سجون الأرض على حبس حلم يسري في عقولنا، فالأحلام عتية على القيود، تطير كجزيئات الهواء في سماء الحياة.

كل إنسان في ذهنه تصور معين لمستقبل حياته سواء وضع ذلك بوعي أو بلا وعي! سواء بخطة محكمة أو بأمنيات متطايرة!

هذه الأحلام تشحن ذواتنا بإرادة الحياة وتعين على تخطي حواجز العقبات ومحو كتابات اليأس. الأحلام تدفعنا لنحب الحياة.. لنحياها كما هي.. لنتقبلها بكل حملها، خيرها وشرها.

لولا الأحلام لذاب الهناء وتبددت السعادة في صحراء الأسى. الأحلام مفتاح النجاح، وجسد الطموح وعلامة الإبداع، كيف يمكن لعامل يتصبب عرقاً أن يعمل لولا حلم ينير أخاديد ذاته؟ كيف لطالب أن يتضور سهراً وينحت جسده جهدا لولا حلم يراه في آخر النفق..

العالم قد نسي الملايين من البشر لكنه حفر في جدران تاريخه أسماء الحالمين فقط! كانوا يحلمون ويعملون ويصبرون فوصلوا.

قمة المأساة أن يتحول الحصول على الحاجات حلماً، في بلاد الفقر والحروب يتحول الحصول على قطعة خبز حلما يُسعى له، ما أتعس تلك اللحظات! إن الحلم العظيم يحل بعد توفر حاجات الإنسان الأساسية.

حين نحلم ستسخر منا أنفسنا قبل غيرنا، نحلم لثوانٍ ثم تنطلق ضحكة، ثم دمعة، ثم صمت يغلق باب الأحلام.

لنحلم ثم نحلم حتى تمل الأحلام منا.. لنحلم ثم نحول أحلامنا إلى أهداف مكتوبة مرتبطة بزمن ثم ننفذ ونصبر ونصطبر ونتحدى أنفسنا ومن حولنا وما يحل بنا حتى نعيش الحلم واقعاً.