أصبحت تربية الأبناء اليوم تشكل هاجس الكثير من أولياء الأمور، وذلك بعد ما رأينا من عقوق تجاوز بفظاعته كل الوصف، فما نسمعه من قصص ومآس عن حالات شتى من العقوق والاعتداء على الآباء والأمهات من قبل أبنائهم أرهقت مسامعنا وشتت خيالاتنا، فهي لم تكن موجودة منذ أزمان عدة رغم بساطة العيش وصعوبة الحياة، بينما اليوم أبناؤنا يعيشون في رغد العيش وكل ما يطلبونه ويتمنونه مجاب، فلا يمكن أن تكون ظروف المعيشة سبب فشلنا في تربية أبنائنا على البر والطاعة، بل بعدنا عن المفاهيم الصحيحة للتربية الصالحة، وبعدنا عن قيم ديننا السمحة هو ما ولد لنا كثيرا من حالات التعدي على الوالدين والتي نراها اليوم قد وصل بعضها إلى القتل وسفك الدماء والضرب وما هو أسوأ من ذاك.
إنني أراهن أنه لا يوجد أب أو أم إلا ويتمنى الخير لأبنائه والنجاح والتوفيق ودعواته لا تتوقف لتحقيق ذلك.
فيا ترى ما هي المتغيرات التي أصابت قلوب أبنائنا؟! ربما الإحباط واليأس وعامل مميت يتمثل في تعاطي المخدرات وإدمانها، كلها عوامل اجتمعت وتواطأت لتشكل لنا أبناء عاقون خارجين عن حدود الألفة والمحبة والإيمان الصادق. أشياء كثيرة تدور بمخيلتي فتلجم أحرفي وكلماتي، إنها وحشية المعنى أن أتخيل عقوقا فإنه يصيبني بالذعر والخوف والشتات، وإن بحثنا في مسببات ذلك لوجدنا أن التعليم ربما يوجد بين ثناياه بعض القصور، وهنا نحتاج فقط بعض الممارسات الجيدة داخل مدارسنا من توعية بين طلابها وتبيين العقوق ومخاطره والحث علي البر وعقد اجتماعات أولياء الأمور وتذكيرهم بالتربية الصالحة. كذلك للإعلام دور في إيضاح حقوق الوالدين وما جاء في شريعتنا السمحة، وعلينا أن نرجع قليلاً للوراء وننظر ما هي الأخطاء في تربية الأبناء التي جعلناها تمر ولم نتوقف أمامها لنعالجها وتركناها تتسلل بيننا لتفسد تلك التربية!