المكان مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجدة، الزمان الجمعة 10 /10 /2014، الحدث مباراة ودية دولية بين المنتخب السعودي ومنتخب الأوروجواي على شرف العضاض سواريز بعد طول غياب عن الملاعب.

كل شيء في تلك الليلة كان حدثاً يستحق الاحتفاء به على حدة.. الأخضر في ظهوره الأول في الإستاد الجوهرة. وبحضور 50 ألف متفرج ونيف كانوا يرددون نشيد الوطن بلسان واحد وعلى قلب رجل واحد. كانت الحناجر تهتف رددي الله أكبر يا موطني.

كانت الأرواح مليئة بالزهو والشموخ تتوق لمعانقة ذروة المجد.. لم يبد المشهد لمباراة ودية فقط.. لحظات رائعة ذابت فيها كل الخلافات وامتزجت كل الألوان وانزوى الميول خلف المدرج، الذي رسم لوحة حب ووفاء وانتماء للوطن.

وارتفع العلم الأخضر وراية لا إله إلا الله. لحظات كانت تجبرك على ألا تفكر حينها في شيء باستثناء الفريق الوطني ومن يمثله، وأن تعتز بهذا الانتماء لهكذا وطن ولمثل هذه الأرض المباركة، لحظات لم يهتم فيها الحاضرون كثيراً لمن سيلعب ومن سيبدأ ومن يجلس على دكة البدلاء سوى تلك اللحظة التي تجمهر فيها المصورون أمام مقاعد الاحتياط وتبادلوا الأدوار فيما بينهم في التقاط صورة للفتى الذهبي.

وصورة معه في مشهد لا يتكرر كثيراً إلا مع العظماء، وبلا شك حسين عبدالغني أحدهم وربما كان آخرهم في وقتنا الراهن كيف لا؟؟ وهو يعود لتمثيل الأخضر في سن الـ38 كأكبر لاعب سعودي يمثل المنتخب.. كيف لا وهو الذي لا تزيده السنون إلا وهجاً وإبداعاً كيف لا؟؟ وهو الذي ركض بحماسه كابن الـ20.

منحه لوبيز بعض الوقت ليشارك ويكمل الحفل استقبل بما يليق بعطائه من الجماهير صفقوا له كثيراً، وكلهم فخر بهذا البطل قليل جداً أن تجد لمدافع هذه الجماهيرية الطاغية.

كان يلعب وكأنها مباراته الأولى مع المنتخب، كان يركض وكأنه يريد إثبات ذاته كان يتقد حماساً وكأنه مطالب بأن يهب روحه قبل كل شيء.

شكراً حسين عبدالغني على هذا النموذج في العمل الذي تقدمه. وعلى هذه الدروس الكثيرة في الانضباط والالتزام والتفاني.

شكراً فمثلك نادر وربما لا يتكرر.. شكراً لكل الذين حضروا للاحتفاء بأخضرهم ومؤازرته.. شكراً لمن قدم للوطن هذه التحفة الجميلة، وهذا الملعب اللائق بجماهيرنا العاشقه وما زلنا بانتظار المزيد.