فشلت دعوات أطلقها بعض القوى السياسية في اليمن للخروج في مسيرات احتجاجية ضد قرار حكومة الوفاق الوطني برفع الدعم للمشتقات النفطية، الذي بدأ سريانه يوم الأربعاء الماضي، في وقت كثف فيه الرئيس عبدربه منصور هادي من جهوده لمصالحة وطنية بين الأطراف السياسية في البلاد. وكانت دعوات قد أطلقها عدد من القوى السياسية في البلاد لخروج مسيرات بعد صلاة الجمعة أمس احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات قد فشلت في تأليب المواطنين ضد قرار الحكومة الأخير، حيث عاد الناس الى منازلهم بعد أداء الصلاة رغم سعي بعض الداعين إلى المسيرة لتجميع المواطنين بعد خروجهم من المساجد.
ولقي قرار الحكومة برفع أسعار المحروقات حالة غضب لدى المواطنين الذين أقدموا خلال اليومين الماضيين على التظاهر في الشوارع، بخاصة في العاصمة صنعاء، وقاموا بإحراق إطارات السيارات التالفة، إلا أن أجهزة الأمن تمكنت من السيطرة على الوضع واعتقلت 12 منهم، مشيرة إلى أن من قام بهذه الأعمال شباب صغار السن دفعت لهم أموال للقيام بمثل الأعمال التي وصفتها الداخلية بـ"الأعمال التخريبية".
في الأثناء، واصل الرئيس عبدربه منصور هادي جهوده لتقريب وجهات النظر بين أكبر حزبين سياسيين في البلاد، هما المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتجمع اليمني للإصلاح، تمهيداً لمصالحة وطنية شاملة. وأوضحت مصادر سياسية أن شخصيات قيادية في الحزبين أبدت استعدادها لمساندة مساعي الرئيس عبدربه منصور هادي الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين قيادات الحزبين، مشيرة الى أن المساعي الرئاسية لم تنجح حتى الآن في إحراز نتائج ايجابية في هذا الصدد، رغم تأييدها من قبل الحزبين بشكل علني. وكان حزب المؤتمر الشعبي العام قد أعلن التزامه بمبادرة الرئيس هادي لتحقيق الاصطفاف الوطني والمصالحة الوطنية ووقف حملات التصعيد الإعلامي والسياسي كإجراء يستهدف دعم المبادرة الرئاسية، ووجه صالح بوقف عرض قناة "اليمن اليوم" مقاطع فيديو تظهر مجاميع من قوات الحماية الرئاسية أثناء اقتحامها لمقر القناة في شهر يونيو المنصرم وقيام بعضهم بالاستحواذ على بعض مقتنياتها من الأجهزة ومعدات البث.