- يبدو أن الهلاليين لم يستفيدوا من درسي الاتحاد والأهلي الآسيويين وها هم يكررونه بشكل أكبر وأفدح.

- تأهل الاتحاد لنهائي دوري الأبطال الآسيوي عام 2009، وتأهل الأهلي لذات النهائي قبل موسمين ولكنهما خسراه.. والخسارة أمر وارد وطبيعي في كرة القدم ولكن الخطأ الذي أعنيه هو عدم وضع احتمالها في الحسبان.

- يقولون: (لا تضع البيض كله في سلة واحدة) ولكن الاتحاديين والأهلاويين في السابق وضعا كل البيض في السلة الآسيوية فلما وقع المحذور (الخسارة) خسرا كل شيء.. وعادا للمنافسات المحلية بانكسار كبير لم يفيقا منه طويلاً بل وربما حتى الآن.

- الهلال يكرر ذات الخطأ وبشكل أفدح وأكبر مما فعله قطبا جدة، فقد أعلن النفير العام لهذا النهائي ورمى بكل ثقله من أجله بشكل غير مسبوق، ابتداء بالفرحة المبالغ بها لمجرد الوصول إليه..! ومروراً بالمكافآت الضخمة والهدايا التي حصل عليها اللاعبون وقبلهم مدرب الفريق (ريجيكامب) وزوجته التي نالها من العطايا (رولز رايز) وهي الهدايا التي تحدثت عنها حتى وسائل الإعلام الرومانية..! وليس انتهاء بدعوة رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد جماهير ناديه للصدقة على الفقراء بنية التوفيق للفريق..! وأنا هنا لا أعترض على أمر الصدقة ولكنني أوضح مدى القلق الكبير الذي يعيشه الهلاليون هذه الأيام، وعلى رأسهم رئيسهم، لدرجة مطالبتهم بأمور لم يطالبوا بها من قبل في أي بطولة أخرى.. وهو قلق قد لا يكون إيجابياً وربما يضغط على اللاعبين بشكل مضاعف وسلبي.

- ليس هذا فحسب، بل إن الكثير من الهلاليين (ومن ذلك الإعلام الأزرق بكل تأكيد) قد بدأ سياسة الأرض المحروقة مع جماهير الأندية الأخرى، وذلك باستفزازهم والسخرية والاستهزاء بهم والنيل منهم، مما أنتج معسكراً جماهيرياً مضاداً ينتظر سقوط الهلال ليرد الصاع صاعين تحت شعار (البادئ أظلم)..!

- إنهم يرتكبون ذات الخطأ الفادح ألا وهو غض النظر وإغفال الاحتمال الوارد بنسبة 50? ألا وهو احتمال الخسارة.

- هل سأل أحد من ذوي المسؤولية في الهلال نفسه قائلاً: ماذا لو خسرنا..؟! كيف سيكون الحال يا هلال..؟!

- أجزم بأن الخسارة لو حدثت لممثلنا فإنها ستكون كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وستكون محطمة ومحبطة جداً وقد تكون لها انعكاساتها وسلبياتها الكثيرة والكبيرة على مستقبل الهلال وحتى على استقراره، مع أنها أمر وارد في كرة القدم، ولكن المشكلة ليست فيها، بل في عقليتنا التي تتناساها وتتجاهل وضع الخطة المناسبة للخروج منها، ولذلك فإنها عندما تحل بفرقنا تأتي على طريقة (موت وخراب ديار).

- فكروا في الفوز.. ولكن لا تغفلوا عن احتمال الخسارة.. واحسبوا لكلا الأمرين حسابهما.

- الفوز والوصول إلى العالمية أمر جميل.. ولكن الخسارة والسقوط قبل خطوة واحدة من الوصول للقمة خطره وبيل.. واسألوا الاتحاد والأهلي فلديهما الدليل.