في وقت واصلت فيه قوات نظام بشار الأسد قصفها للمعارضة بمدينة دوما في ريف دمشق مخلفة 12 قتيلا، لقي 49 مقاتلا كرديا ومن تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" مصرعهم في معارك بريف حلب في شمال سورية، كما قتل خمسة مقاتلين من "الدولة الإسلامية"على الأقل، بينهم مقاتل يحمل الجنسية البلجيكية في هجوم شنه مسلحون عشائريون في شرق سورية، وذلك بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، فيما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل عن الانتحاري الأميركي الذي استهدف قاعدة عسكرية تابعة للنظام في أدلب والملقب بـ"أبوهريرة الأميركي".
وقال المرصد إن 12 شخصا قتلوا في قصف شنه جيش النظام أول من أمس على مدينة دوما في ريف دمشق والتي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وأضاف أن هناك أنباء عن خمسة قتلى آخرين مجهولي الهوية، مبينا أن القصف أسفر أيضا عن "إصابة العشرات بجراح، بينهم نساء وأطفال". وتعتبر دوما معقلا لمقاتلي المعارضة في شمال شرق دمشق، وتحاصرها قوات النظام منذ أكثر من عام، وبحسب التقارير فإن القصف طال العديد من أنحاء دوما، بما فيها سوق كان مكتظا.
وفي ريف حلب في شمال سورية قتل 49 مقاتلا كرديا ومن تنظيم "الدولة الإسلامية" في معارك عنيفة استمرت ساعات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الغربي لمدينة كوباني (عين العرب)" في حلب، ما تسبب بمقتل 14 مقاتلا كرديا و35 عنصراً على الأقل من تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأشار المرصد إلى أن الأكراد تمكنوا خلال هذه المعارك من السيطرة على عدد من مواقع وحواجز "الدولة الإسلامية".
ويحاصر تنظيم "داعش" عمليا كوباني بعد سيطرته خلال الأسابيع الاخيرة على قرى عدة في ريفها، ما دفع وحدات حماية الشعب الى استقدام تعزيزات إلى المنطقة لمنع عناصر الدولة الإسلامية من التقدم نحو المدينة الاستراتيجية الحدودية مع تركيا.
من ناحية ثانية، ذكر المرصد السوري أمس أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحين عشائريين في شرق سورية، تسببت بمقتل خمسة مقاتلين من "الدولة الإسلامية" على الأقل، وأطلق أعضاء في عشيرة الشعيطات التي تشتبك مع تنظيم "الدولة الإسلامية". وأوضح المرصد أن بين القتلى مقاتل يحمل الجنسية البلجيكية، مشيرا إلى فقدان "أمير محلي" في المعارك "لا يعرف ما إذا كان أسر أو قتل".
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تمكن في النصف الثاني من يونيو الماضي تدريجيا من السيطرة على مجمل محافظة دير الزور، مع آبارها النفطية، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم "الدولة"، وكانت عشيرة الشعيطات آخر المبايعين، وقد تعهدت بعدم القتال ضد "الدولة" وتسليم أسلحتها شرط عدم التعرض لأبنائها.
وجاءت معارك دير الزور بعد استيلاء التنظيم في الجانب الآخر من الحدود في العراق على محافظة الموصل وعدد من المناطق المحيطة.
إلى ذلك، كتبت صحيفة نيويورك تايمز أول من أمس أن الانتحاري الأميركي منير محمد أبو صالحة الذي فجر نفسه ضد تمركز قوات الأسد في شمال غرب سورية عاد إلى الولايات المتحدة لبضعة أشهر قبل أن يغادر البلاد مجددا للمرة الأخيرة. وكان الشاب قد قام بتنفيذ تفجير انتحاري في 25 مايو الماضي استهدف قاعدة عسكرية تابعة لقوات النظام في محافظة إدلب، واعترفت الولايات المتحدة بعد ستة أيام من العملية بأن المنفذ يحمل الجنسية الأميركية.
وبثت جبهة النصرة ذراع القاعدة في سورية شريط فيديو على الإنترنت يظهر فيه الانتحاري الملقب بأبو هريرة الأميركي وهو يتحدث بالعربية، وقال مسؤولون للصحيفة إن الحكومة الأميركية لم تتمكن من كشف نوايا أبو صالحة في تنفيذ عملية انتحارية إلا بعدما وصل إلى سورية في المرة الأخيرة.