تعد رقصة "المزماز" الفلكورية، من أكثر الألعاب الشعبية انتشاراً في مدن الحجاز المختلفة، وتعود هذه الرقصة إلى الواجهة خلال ليالي عيد الفطر المبارك، حيث يحرص الجداويون على تنظيم احتفالات خاصة بها، والتي غالباً ما تكون عيدية أهالي المنطقة أو الحارة.
وتعمد عدد من الأحياء الشعبية في جدة إلى تنظيم جلسات خاصة للمزمار، من قبل رؤية هلال شوال بيومين، من حيث ترتيب الدعوات للحارات الأخرى للمشاركة في احتفالات العيد بهذه الرقصة الشعبية الأولى في جدة.
ويتم التهيؤ بعيدية "المزمار"، عبر القطة – أي المساهمة المالية-، والتي غالباً ما تستمر ساعات حتى ما بعد منتصف الليل، وتبدأ في الغالب بعد أداء صلاة العشاء تقريباً، ولأهمية هذه الرقصة تعمد الأمانات في بعض محافظات المنطقة الغربية (مكة المكرمة – جدة – المدينة المنورة- ينبع)، إلى تنظيم احتفالات خاصة برقصة المزمار، خلال خارطة فعالياتها باستقبال عيد الفطر السعيد.
في حديث خاص إلى "الوطن" يشير أحمد الموركي وهو أحد ساكني حي الهنداوية، إلى أنهم يعمدون إلى تنظيم احتفال يليق بعيد الفطر المبارك، وبعض الحارات في جدة تقوم بدعوة حارات متخصصة في المدينة المنورة للمشاركة في احتفالاتهم.
في أعياد الجداويين تعد رقصة "المزمار" فرصة للمعايدة أيضاً بين أهالي الأحياء، وبخاصة أولئك الذين هاجروا من مناطق سكناهم القديمة إلى أحياء جديدة، حيث يحرصون على حضور لعبة "المزمار"، لأنها تذكرهم بماضيهم الجميل.
تشير معلومات توثيقية إلى أن "المزمار" ينصب عادة في المناسبات البهيجة وهي لعبة شبيهة إلى حد ما بلعبة التحطيب التي يلعبها سكان صعيد مصر مع اختلاف قواعد اللعبة، ويلعب المزمار عادة مساء، حيث توقد النار من الحطب أو الخشب ويتحلق حولها اللاعبون ويرقصون رقصات ثنائية رجولية بديعة على أنغام "العدة" التي تتكون من مجموعة من الطبال من الجلد الطبيعي المشدود وهي عبارة عن "النقرزان" الذي يقرع بخشبتين صغيرتين و"الطار" و"المرد" وهما يقرعان بأصابع وأكف اليدين، وعادة ما يقف أمام صف اللاعبين أحد كبار الحارة، ويقول "الزومال" أي المغني وقائد كل فريق يردد بعض الأهازيج ذات معنى ومدلول يرمز إلى الخصال الحميدة والترحيب والتفاخر وغيرها من أهازيج الفروسية ويردد خلفه المشاركون تلك الأهازيج، بينما ينزل للعب أو الرقص شخصان ثم يتبعهما آخران بطريقة منظمة.