الفرحة لا تسعنا بصفقة الأهلي المدوية في قيمتها ومردودها على كافة الأصعدة بعقد شراكة مع الخطوط القطرية بعد أن تم التوقيع رسميا يوم أمس في الدوحة، والمبلغ حسب المصادر يربو على الأربعمائة مليون ريال لثلاث سنوات دون أية تفاصيل، بل حتى المعنيين من الطرفين رفضوا الإفصاح عن المبلغ، وهذا حقهم لكنه سيظهر للملأ مع مرور الوقت.
والأهم أن المبلغ مجز، بل هو الأعلى عن أي صفقة أخرى على صعيد المنطقة، وهذا نجاح كبير يؤكد مدى أهمية الرياضة في المجتمع، ومدى حرص الشركات العملاقة على استثمار الرياضة. وفي المؤتمر الصحفي، أشار الأمير فهد بن خالد، رئيس الأهلي إلى أن "القطرية ترعى برشلونة أفضل ناد في العالم، والأهلي السعودي أفضل ناد في الشرق الأوسط". وهذا تأكيد على مدى قناعة رئيس الأهلي بهذه الصفقة التي رفعت من أسهم ناديه، وسيستفيد منها بما يساعد على تحقيق طموحات جماهير ومحبي (قلعة الكؤوس).
في المقابل، عبر أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية عن مدى مردود هذا العقد على شركته، وهو يؤكد: "اخترنا الأهلي السعودي لأنه الأفضل في الشرق الأوسط، وأن القطرية لا ترعى إلا الأفضل".
هذا الحديث يبرهن على مدى قوة الأهلي في رفع اسم وقيمة الخطوط القطرية التي تنافس بقوة على كسب أكثر عملاء في العالم، لا سيما أنها وقعت عقدا قبل ذلك مع نادي برشلونة أفضل فريق في العالم.
والأهلي مع حراكه الجديد في آخر أيام فترة التسجيل الأولى، بتغيير بعض أجانبه واستقراره التدريبي والإداري، سيكون أكثر قدرة على تحقيق طموحاته بتوفر السيولة التي تساعد على حل المشاكل وتقوية الاستقرار كتعويض عن جزء مما كان يقدمه الأمير خالد بن عبدالله قبل استقالته من رئاسة أعضاء الشرف، وهو مستمر في دعمه ولكن ليس كما كان في السابق.
وعقد الرعاية بهذه الضخامة والأهمية سيكون له مردود نفسي ومعنوي على الجميع، مع أهمية تفعيل الشراكة بما يحقق الراحة النفسية ويقوي عوامل الإبداع. والأكيد أن الأهلي ليس كرة قدم فقط، بل يعتبر رائدا في مختلف ألعابة، وبالتأكيد سيكون لها نصيب من هذه الشراكة وهذا ما نأمله لتعزيز الثقة والدفع بمختلف الألعاب إلى منصات الذهب. ولا بد من تفعيل الشراكة في جوانب استثمارية متنوعة كي يكتمل المشروع بما يقوي استمراريته لمصلحة الطرفين.
وهذا العقد امتداد لصفقات رياضية كثيرة على صعيد النقل التلفزيوني والبرامج غير السعودية التي تهتم بكل ما هو سعودي أكثر من أي أنشطة أخرى حتى دورياتها، والمكاسب كثيرة متى ما نجح المستثمر في تقديم ما يوازي القيمة الحقيقية، وفي الوقت ذاته متى ما حرص الجانب السعودي على التعامل جيدا في مجال الاستثمار.
وليس بعيدا أكبر عقد في تاريخ دورات الخليج بعد أن نجح الاتحاد السعودي لكرة القدم في توقيع عقد حقوق النقل مقابل (130) مليون ريال لدورة الخليج الـ22 بالرياض الشهر المقبل.
أضف إلى ذلك تنوع الرعايات في عدة أندية هذا الموسم بشكل لافت عن المواسم السابقة.
أيضا عقد (إم بي سي) بشأن نقل مباريات دوري عبداللطيف جميل وكأس ولي العهد وكأس الملك، وهو أعلى مبلغ في تاريخ الرياضة السعودية.
كذلك عقد رعاية الدوري الممتاز باسم (دوري عبداللطيف جميل) مقابل (120 مليون ريال) سنويا.
كل هذه العقود وغيرها مما لم يتسن لي تذكره في هذه اللحظة، من دواعي تعزيز عوائد الدخل على الرياضة السعودية، متى وجد المتخصص الذكي والفاهم.