هذا اقتراح أقدمه لمجلس الشورى، لطرحه على الطاولة ومناقشته، والاقتراح هو التقدم بمشروع دراسة مستفيضة حول صناعة الحفر في السعودية، خاصة بعد ما حققناه من تميز وإنجاز في هذا المجال، فلكل شارع حفره التي أعدت خصيصا لكل عابر من البشر أو من المركبات، بحيث تحدث أشنع وأبشع الأضرار في مرور واحد، كل هذا في ظل ما تنفقه الدولة بسخاء على رصف الشوارع وإعمار المدن، ورفاهية المواطن. ما وصلنا إليه من مهارة في إحداث واستحداث هذه الحفر والكمائن على الطرق يؤهل القائمين على أمر الحفر من المسؤولين، أن يعرضوا خبرتهم على باقي الدول للاستفادة منها، خاصة تلك الدول التي لا يعرف أهلها الحفر، وذلك بكل الطرق، نظريا وعمليا. وخاصة في الأيام الأخيرة، حيث شهد العالم بأسره كيف يسكن الموت في الحفر التي تملأ شوارعنا، ويقيم بيننا، ويتربص بصغارنا. شهد العالم بالصورة كيف تبتلع إحدى الحفر في شارع التحلية في جدة طفلا ووالده، أمام ناظري الأم والزوجة، وسط بكائها وتوسلاتها بإنقاذ طفلها وزوجها، حيث كان الموت هو الأقرب، أخبروا العالم، كيف تستوعب هذه الحفر كل المآسي والإهمال والفساد، وكل الميزانيات والمخصصات المالية السخية التي تقدمها الدولة، كيف تستوعب كل هذا، ولا تزال تقول (هل من مزيد؟).?