طغى الـ"سيلفي" وهو التصوير الذاتي على اليومين الأولين من عيد الفطر المبارك في المملكة، حيث كان من وسائل التعبير عن الفرح بين الأفراد، والعائلات.
وقد ظهر تعبير "selfie" في العالم بعد الصورة الجماعية الشهيرة التي التقطتها الفنانة ألين دي جينيريس في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ86 مع أشهر نجوم هوليوود العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت بدأ الكثيرون يعبرون عن مشاعر الفرح، والبهجة، والسعادة، والاحتفال من خلال التقاط مثل هذه الصورة بكاميرا الهاتف الجوال الأمامية، وهو المتعارف عليه بـ"سيلفي"، فيما شهدت الآونة الأخيرة ظهور بعض الأدوات المساعدة التي قامت بعض المحلات بتسويقها، مثل "عصا السيلفي".
والـ"سيلفي" صورة شخصية عفوية، يلتقطها صاحبها لنفسه أو مع أكثر من شخص باستخدام آلة تصوير أو هاتف ذكي مجهز بكاميرا رقمية، عبر الإمساك بالآلة بيده وتوجيهها إليه، ومن ثم يقوم بنشرها على إحدى الشبكات الاجتماعية مثل "فيس بوك"، و"تويتر"، و"إنستجرام" وغيرها.
يقول الشاب عماد الجهني "في الآونة الأخيرة أصبح العديد من الشباب يتسابقون لالتقاط الصورة السيلفي سواء مع الأهل أو الأصدقاء، ثم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي كتعبير للفرح"، مشيراً إلى أن البعض يستخدمها لتوثيق زيارته لمواقع معينة.
أما مروان البلوي فيلجأ إلى "السيلفي" عند مقابلة أحد المشاهير بالصدفة، حيث يتعذر وجود مصور يلتقط لهما صورة مشتركة، مشيرا إلى أن تطور كاميرات الهاتف الجوالة أسهم في تزايد التقاط مثل هذه الصورة.
وترى شروق حسن أن "انتشار "السيلفي" لا يقتصر على الذكور فحسب، حيث يفضلها كثير من الفتيات، لأنها تتميز بالعفوية وعدم التكلف، إضافة لكسر حاجز التصوير الرسمي.
وعلقت المستشارة الأسرية مها الصبان على هذه الظاهرة، قائلة إن "السيلفي عادة جديدة فرضتها التقنية التي تطورت في السنوات الأخيرة، وأصابت معظم جوانب الحياة، ومن بينها فن التصوير، حيث زودت الجوالات والأجهزة الذكية بكاميرات متطورة صغيرة، ودقيقة، وسهلة الاستعمال".
وأضافت أن "التصوير الذاتي توثيق سريع للحظات مهمة في حياة الإنسان، يستعيد معها الذكريات الجميلة، وهو أسلوب يسهم في تعزيز النفس، وتنمية العلاقات الاجتماعية، ولكن توجد له سلبية معينة تتركز على تنمية الإحساس الذاتية، حيث تعكس هذه الظاهرة رغبة البعض في الاستحواذ وتعظيم النفس، وهي سمات مرفوضة في المجتمع".
وكانت دراسة أجرتها الرابطة الأميركية للطب النفسي APA3 مؤخرا قد أوضحت أن "انتشار ظاهرة السيلفي بشكل واسع وحاد في صفوف الشباب، قد يشير إلى الإصابة باضطراب عقلي، حيث يمكن أن يتجاوز الأمر العادة والهواية، ويصبح حالة مرضية.
وربطت الدراسة هذه الظاهرة في حالة تفاقمها بالنرجسية المرضية، بعد رصد عينة من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فقد بعضهم السيطرة على نفسه، وترك العنان لرغبته الجامحة في تصوير نفسه على مدار الساعة، ومشاركة الصور مع أصدقائه الافتراضيين، لست مرات في اليوم على الأقل بشكل مستمر.
إلى ذلك، أشارت دراسة أعدتها شركة "سامسونج" الكورية الجنوبية لصناعة الهواتف أن 17% من الرجال، و10% من النساء يلتقطون صور "السيلفي"، "لأنهم يرغبون بأن تكون لديهم صور جميلة لأنفسهم".