السلام وتقبيل الرؤوس من مظاهر الفرحة والاحترام بين أفراد قرى محافظة رجال ألمع في مصليات العيد، وبعد الانتهاء من الصلاة، يبدأ السلام بين المصلين، وتقبيل رؤوس كبار السن. ولا يمكن لأحد مغادرة المصلى إلا بعد السلام على الحضور في هذا المصلى.
وما يشهده مصلى قرى "خرار" و"الخورمة" في المحافظة، خير دليل على رسم مظاهر العيد الإيجابية، التي ربما تكون قد اختفت في عيد بعض المدن، كما يؤكد ذلك المسن عبده محمد عايض، الذي قال إن السلام وتقبيل الرؤوس الذي يشهده المصلون بعد نهاية صلاة وخطبتي العيد هو من المظاهر الحسنة والمفرحة لدينا نحن الجيل القديم، فنحن نرى الأبناء والأحفاد كل واحد منهم يصافح ويقبل رأس الآخر، ويحترمون الشيبان، وكل واحد يحترم من هو أكبر منه وهكذا. وأضاف أن هذا نتيجة لتقارب هؤلاء المصلين، فهم ينتسبون لقبائل وأسر يعرف بعضهم بعضا. أما في المدن، فإن أغلب المصلين لا يعرفون بعضهم بعضا، ونشاهدهم يخرجون من المصلى بعد نهاية ركعتي العيد دون الانتظار للخطبتين، وهذه حالة سلبية.
وفي ذات السياق، قال محمد هادي: نحن نسلم على بعض لتكتمل فرحة العيد، ولتكن القلوب متقاربة، في حين يرى مواطن آخر لم يذكر اسمه أن هذه الظاهرة من ظواهر الفرح في عيد القرى نتيجة لأنهم يعرفون بعضهم، لكن المسن عبده بن عايض، أكد أن هذه اللقاءات لن تعفيهم من الذهاب إلى منازل بعضهم بعضا، وتناول وجبات العيد التي تكون عادة من العصيدة والسمن، والعريك البر مع السمن والعسل، وهناك من يتعمد تشكيل وجبته، فتكون هناك "الفتة" وهي خمير الذرة مع اللحم والمرق. وأضاف: بعد هذه الأكلات يتم تناول الشاي والقهوة، وهكذا، وبعد الانتهاء من زيارة بيوت القرية أو القرى يعود الإنسان إلى بيته، ثم يصلي الظهر، ويستقبل الزوار الذين يأتون من أماكن بعيدة.