في محافظة رجال ألمع، تمتاز أغلب الأسر الألمعية بطابع مميز ومرغوب في استقبال ضيوفها المهنئين بالعيد. ودأبت عدد من البيوت في المحافظة على قيام الأسر بإشراف ومتابعة من الأم بإعداد وجبة غذائية مشهورة عبارة عن قطع طازجة يحضرها رب الأسرة لهذه المناسبة من ليلة إعلان حلول العيد، حيث تقوم ربة الأسرة بعمل صحن كبير يزن أكثر من 20 كيلوجراما يحتوى على عدد كبير من الخبز المكون غالبا من الذرة الرفيعة (البجيدة) ومن ثم طحنه مع قطع اللحم الطازج. وتسمى كل هذه المكونات الغذائية في رجال ألمع بـ"فتة العيد" حسب اللهجة المحلية، حيث تقدم في النهاية في وعاء خشبي كبير، يحمل طابعا تراثيا قيما، يُقدم وسط المجلس ليسعد الزائرين بتناول لقيمات من هذه الوجبات الشعبية.

وإلى جانب الفتة تقدم وجبة أخرى تعرف باسم "العريكة" وهي عبارة عن تقطيع وطحن خبز البر العسيري مع تزيينه بكميات من العسل والسمن في دائرة تُصنع وسط إناء العريكة.

أحد أبناء ألمع الحريصين على بقاء هذه العادة الألمعية، المواطن محمد إبراهيم حسين، أكد حرصهم على هذه العادة مطلع كل عيد، مشيرا إلى أن جل الأسر تقدم مثل هذه الوجبات العيدية بعيدا عن الحلوى بمختلف مسمياتها. وقال إننا لا نهمل جانب الشباب الذي غاب وغُيب عن مثل هذه العادات الحميدة في ظل الثورة التقنية المذهلة وغياهب الإنترنت، حيث نجد شباب القرية يتسابقون مع آبائهم للجلوس حول مثل هذه الموائد الحميدة.


رجال ألمع: أحمد السلمي