ارتفع أسعار سمك "المالح" بجازان ومحافظاتها خلال اليومين الماضيين بشكل مفاجئ بنسبة ارتفاع تجاوزت 100%، وذلك بسبب الإقبال الكثيف من سكان المنطقة على شراء هذا النوع من الأسماك في العيد، ولحرص الأسر في جازان على عادة تقديم السمك المالح المسمى بـ"الجزائري" كطبق رئيس على مائدة إفطار العيد، حيث ارتفع سعر الكيلوجرام من السمك المالح من 20 ريالا الأسبوع الماضي إلى 45 ريالا للكيلوجرام أول من أمس.

فيما أكد لـ"الوطن" متعاملون في سوق السمك بجازان ارتفاع أسعار سمك المالح إلى الضعف بنسبة تجاوزت 100%، خاصة في العيد، أشار سالم عمر إلى أن ارتفاع سعر السمك المالح وصل إلى 45 ريالا ليلة عيد الفطر نتيجة لاستغلال بائعي السمك لهذا الموسم. وقال خالد عبدالله: "تفاوت الارتفاع في أسعار سمك المالح والذي تجاوز سعره المعتاد يجعلك كمشتر لا تبالغ في الشراء، خاصة إذا رغبت بزيادة عدد السمك لفطور العيد".

وأضاف شهاب مشهور، أحد باعة الأسماك، أن المستهلكين لا يشترون هذا النوع من السمك إلا في العيد، مما جعل معظم الباعة يتجهون إلى رفع السعر لتعويض خسائرهم.

وأوضح محمد الهتان صياد سمك أن السمك المالح والمعروف محليا باسم "السمك الجزائري" يعد من أقدم الصناعات التي عرفها أهل جازان لحفظ السمك وهو من الأكلات الشعبية المفضلة لدى أهالي المنطقة وخاصة في "سفرة" إفطار العيد، حيث مازال يقوم صيادو السمك بجمع أنواع مختلفة من السمك ويتم وضعه على نوع من أنواع الخسف وتتم إضافة الملح عليه بكميات كبيرة وتتم تغطيته بالخسف ويترك عدة أيام ليجف لكي يحفظ السمك لمدة طويلة ويمنحه نكهة خاصة، مشيرا إلى زيادة الطلب على السمك الجزائري خلال أيام العيد نظرا لارتباط هذه الوجبة منذ القدم بهذا الموسم من السنة بشكل كبير، حيث أصبحا مورثا شعبيا توارثتها الأجيال وأصبحت من العادة أن يوكل مع "المرسة".

وتقول صالحة حساني: لسمك المالح نكهة مميزة في العيد حيث اعتاد النساء منذ القدم على إعداد "السمك العربي" باعتباره من الطعام الشعبي المفضل في العيد، وهو السمك المملح الذي يعد من أقدم الطرق لحفظ وتعليب الأسماك، حيث حرص أهالي المنطقة على تواجده في مائدة الإفطار يوم العيد وذلك بعد التركيز في رمضان على اللحوم والحلويات.

وقالت فاطمة كنعان ربة منزل، يقدم طبق "السمك المالح" مع "المرسة"، ويتم طهوه بطريقتين، إما أن يحنذ في التنور، أو عن طريق السلق مع التمر الهندي والكمون واليمون.