لم تعد الكلمة في عوالم اليوم "تدق ساعة" كما كانت قبل "السايبر" الإلكتروني. الكلمة اليوم تدق نغمة في جيوب الملايين كي يقرؤوا الرسالة. أكتب اليوم تعليقا على تغريدة وصلت إلى الملايين تقول إن "رجب طيب إردوغان أول حاكم عادل في التاريخ الحديث للخارطة الإسلامية....." وبالطبع، فالذي خط هذه الجملة بأزرار إلكترونية، لا يعرف عن تركيا، ولا عن عدالة إردوغان إلا ما شاهده من فنادق إسطنبول، وأناقة قلب أنقرة. هذه الرسائل من التضليل الحزبي تحجب عن المتلقي كل الحقائق الفاضحة الصارخة عن الظلم والاستبداد. هي لا ترى من مشروع إردوغان وعدالته سوى أنقرة وإسطنبول.

في الفقرة التالية سأكون مجرد ناقل ومترجم لتقرير المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان عن الأقليات في القارة الأوروبية. يقول التقرير: "إن منطقة جنوب شرق تركيا تتصدر كل أماكن القارة الأوروبية في مؤشر التميز التنموي الأوروبي. يشكل الأكراد في تركيا ما يزيد على خمس السكان، وتسهم منطقتهم التي تشكل ربع مساحة تركيا بما يقرب من 28% من ميزانية الحكومة التركية بوصفها مصدر إنتاج النفط، وفي المقابل لا تحصل سوى على أقل من 4% من الميزانية ذاتها. تشكل المنطقة الواقعة بين أنطاكيا، إلى ديار بكر ثالث أكبر منطقة نزوح وتهجير إلى عمق القارة الأوروبية، هربا من الفقر، وأيضا الاضطهاد السياسي والفكري، فكل رب عائلة واحدة من بين كل عشر عائلات في هذه المنطقة موجود في السجن...". (انتهى).

وأختم: هؤلاء لا يريدون من عدالة إردوغان سوى فناء إسطنبول، وحديقة أنقرة. لا يرى هؤلاء أبدا في ثنائية: "إردوغان وغول"، الشبه الدكتاتوري، في قمصان: "بوتين ومديفديف"، حين تتناوب الصلاحيات ما بين حاكم في التاريخ، وباسم الديموقراطية، يسن قانونا لمنع وحجب "تويتر"، و"فيسبوك"، وهو يعلم أن المحكمة العليا ستلغي هذا القانون خلال شهر، ولكن الشهر نفسه كان كافيا لوصوله إلى قصر الرئاسة.

هو نفسه رجب طيب إردوغان الذي أدى القسم حتى اليوم ثماني مرات، في برنامج سلّمه الرئاسي متعهدا بالحفاظ على "مبادئ العلمانية...."، فكيف لهذا التضليل أن يجعل منه "العادل بأمر الله"، في جملة تضليل واضحة.