لم يعد الـ"واتس أب" مجرد برنامج صغير أخضر اللون، مركون في شاشة الجوال الرئيسة، بل صار وسيلة إعلام خبرية، بالغة الانتشار، وسريعة، وسهلة.

الـ"واتس أب"، وسيلة تواصل اجتماعي كبيرة وهائلة ومؤثرة، وحين بدأ قبل سنوات قليلة، لم يكن بتلك القوة الجماهيرية والتأثيرية، مثلما هو عليه الآن، وهنا مكمن الخطورة.

الخطورة التي أتحدث عنها، هي أن هذا الناقل الإعلامي والخبري والتواصلي، لا يخضع لمقاييس الرقابة، مثل موصّلات خبرية أخرى، كالصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية، فالمرسل والمستقبل في هذا البرنامج، ليست عليهما محاذير رقابية من أي نوع.

المثلث الرقابي الممنوع، الذي نعرفه نحن الصحفيون والكتاب والإعلاميون، مثلث: الجنس، والسياسة، والدين، ليس مثلثاً رقابياًّ ممنوعاً في الـ"واتس أب"، فالكل ينشر ما يريد، عندما يريد، وكيفما يريد.

وأكبر مصيبة في الـ"واتس"، أن كثيرا من أخباره كذب، وتأخذ شكل الهرم المقلوب، إذ يبدأ الخبر واسعاً وكبيراً من الأعلى، وحين التدقيق فيه، والتحقق منه شيئاً فشيئاً، نجد أن الخبر الواسع بدأ يضيق ويصغر حتى يكون لا شيء في أسفل الهرم، وأنه كان مجرد كذبة "واتس" بدأت كبيرة وانتهت صغيرة، ومجرد نقطة في رأس هرم، مرسوم بالمقلوب.