ما زال العم أحمد محمد حديش من سكان محافظة رجال ألمع والبالغ من العمر نحو 108 أعوام يتحسر على الماضي الجميل في طقوسه سواء خلال شهر رمضان أو أيام العيد.

يقول العم حديش "كنا نتلقى أول علامة لدخول رمضان عن طريق زين العابدين، وهو من إحدى الأسر العلمية والدينية أسرة آل الحفظي المشهورة بالدين والتقوى والصلاح على مستوى الجبل والسهل، وقد يتأخر الإخبار عن دخول الشهر إلى قرب صلاة الظهر، حيث كان إفطارنا فيما سبق من الزمان بمسجد القرية من خلال إحضار كل شخص ما تيسر من منزله".

ويضيف "في الماضي كنا نحرص على المسامرة وإمضاء الليل حتى موعد السحور، ورغم افتقاد ذلك الزمن لكل مقومات الترفيه والتسلية إلا أن المشهد الأسري الحميم في تلك القرى ببساطتها المعهودة يعطيها طابعا متميزا وطعما خاصا، حيث إنه ومع قرب انقضاء اليوم الأخير من رمضان كانت كل الأسر نساء ورجالا وأطفالا تحرص على ما يُعرف في اللهجة الألمعية بيوم "المش"، وهو قيام الجميع بغسيل ونظافة ملابسهم استعدادا لاستقبال أول أيام العيد السعيد".

ويتذكر العم حديش كيف أنهم كانوا في قرى ألمع يقومون بتنظيف وغسل قطيع الضأن مما يكسبها ليلة العيد لونا ناصع البياض، ثم يضعون لها الحناء على الرأس، وفي أماكن متفرقة من جسم الماشية مما يعطيها بهجة وجمالا، وكأنها على موعد مع استقبال فرحة وسرور الإنسان بقيمة وأهمية هذا العيد الذي منحه الله للصائمين والقائمين في شهر رمضان، وكيف أن الناس كانت تتبادل الزيارات في ما بينها في صباح العيد والاجتماع على وجبة الإفطار عند أكبرهم سنا".