لم يجد مجموعة من الشباب بمدينة ظهران الجنوب فقدوا زميلهم في حادث مروري مروع قبل أيام أجمل من تقديم وجبات إفطار كصدقة له، وتعبيرا عن الحب الصادق، فتجدههم قبل ساعة الإفطار كخلية نحل كل يقوم بدوره الذي حدد له في سبيل تجهيز العشرات من الوجبات المتكاملة ومن ثم توزيعها على عابري الطريق الدولي نجران- خميس مشيط، وتقرأ في وجوههم لمسة حزن عميقة على فراق صديقهم. وربما وجدوا في عمل الخير هذا وسيلة لتفريغ مشاعر الحزن التي يكبتونها واقتناعهم بأن ما يقومون به هو السبيل للتخفيف من وطأة الموقف وأجر وحسنات للفقيد.

رئيس المجموعة أحمد الوادعي قال إن عددهم يبلغ 7 شباب، وأنهم فقدوا زميلهم محمد الوادعي "17عاما " في حادث مروري بداية شهر رمضان، حيث نزل عليهم خبر وفاته كالصاعقة وهو الذي لم يفارقهم منذ سنوات الطفولة".

وأضاف "قررنا نحن زملاؤه القيام بأي عمل خيري على نية المغفور له ولم نجد أفضل وأيسر من تقديم وجبات إفطار يتم توزيعها على عابري الطريق الدولي خلال أيام الشهر الفضيل".

فيما أكد علي محمد القحطاني أن قيامهم بتوزيع وجبات الإفطار خفف كثيرا من مشاعر الحزن لديهم، وأنهم يشعرون بالسعادة وهم يقومون بعمل يؤجرون عليه، مشيرا إلى أنهم يقفون بجوار الإشارات الضوئية لتوزيع الوجبات على المسافرين ويتلقون سيلا من الدعوات منهم.