كنت وما زلت أرى بأن الوطنية ليست لها علاقة بتشجيع الأندية المنافسة ولكنها قد تدخل ضمن المواطنة هذا إن أردنا أن نمررها كنوع من المجاملة تحت بند آخر غير الوطنية.

كثيرون يريدون أن تكون الوطنية مجرد ثوب يرتديه الشخص متى أراد ويخلعه عندما لا يريد، ولهذا أرفض أن تختبر وطنيتي بمباراة كرة قدم تدخل فيها الذائقة والميول قبل أي شيء آخر.

تشجيع كرة القدم ذائقة مثلها مثل الشعر مثلاً.

لنفترض أن شاعرا بحجم الأمير عبدالرحمن بن مساعد أقام أمسية شعرية في دبي وفي التوقيت نفسه أقام أحد شعراء الإمارات المعروفين أمسية أخرى في قاعة مجاورة أجزم أن متذوقي شعر الأمير عبدالرحمن سيحضرون بشكل أكبر وسيمرون من أمام قاعة شاعر بلدهم فهل هؤلاء ليست لديهم وطنية.

المسألة باختصار ذائقة فأنا أهتف لهذا وأتحمس له وأتابعه من هذا الباب (الذائقة).

في كرة القدم يريد البعض أن يلبسوها ثوب الوطنية في تنافس الأندية. وهذا يدخل ضمن المستحيل وغير المقبول عرفا وتشجيعا وتاريخا وحتى (ذائقة)، لأن المشجع الاتحادي لا يريد لمنافسه الأهلاوي أن يحقق بطولة والعكس صحيح وكذلك النصراوي والهلالي. وهذه حالة صحية وليست مرضية. لأن أي بطولة يحققها المنافس ستقدمه خطوة للأمام وتعيدني أخرى للخلف. وفي أقرب نقاش بيننا سيقول أنا حققت هذه البطولة وأنت ماذا حققت؟. لن يتذكر أنني ساندته أو وقفت معه أو دعمته.

الوطنية الحقة أن نكون خلف المنتخب وأن ننظر إلى لاعبيه بعين واحدة وأن نتتبع خطواته وعثراته وانتصاراته بالعين نفسها. ولهذا فإن الجماهير الأكثر جمالا وتسابقا على الحضور (الأهلي والاتحاد) أمامهما اختبار حقيقي لقياس حب الوطن وهو مساندة الأخضر في لقائه الودي أمام الأوروجواي. هنا فقط يكون التشجيع والدعم مرتبطا بالوطن. هل وصلت الفكرة ؟!!!!!!!

فاصلة.

عمل كبير وتحرك في كل الجبهات قام به (كبير الأهلاويين) وإدارة النادي. عقود داخل أرض الملعب وخارجه. عند هذا ينتهي دورهم ويبدأ دور الجماهير. أثق بأنهم سيكونون في الموعد.