تم توزيع المعلمات البديلات وخريجات الكليات المتوسطة على المدارس بعد سنوات من اليأس، ممن كن يحلمن باعتلاء السلم الوظيفي، الذي يبقى حلم كل خريج وخريجة، وقطف ثمار سنوات الدراسة المنهكة برمق وظيفي يسد حاجتهم. ليبقى للشهادة ـ أيا كان اتجاهها ونوعية تخصصها ـ كل الفائدة في تحديد مسار مستقبلنا، وضمان لقمة العيش الشريفة بعمل يليق ببنات بلادنا، ويحلل ثمن أتعابهن الدراسية، وهذا ما يصبو إليه كل خريج وخريجة من الكليات والجامعات التي أعاق أحلامهم نظام قياس؛ بوضعه اختبارات كفايات المعلمين والمعلمات، وهدم أحلامهم، وضياع ستة عشر عاما من الدراسة المطولة ليأتي قياس بالشعرة التي قصمت ظهر البعير، بإنهاء آمالهم وابتداء أتعابهم في التشبث ببعض مقرراتهم الدراسية، التي درسوها في المدرسة آنذاك، أيا كان التخصص علميا أم أدبيا، والاستنجاد ببقايا الذاكرة العتيقة التي أتعبها المشوار الجامعي المنهك.
قياس غير منصف وغير مجدٍ مع هذا الكم الهائل من العاطلين والعاطلات، هو فقط مطب وحاجز صلب بينهم وبين حلم الوظيفة.
فمع هذه القرارات الملكية التي أمرت بالتعيين الفوري للبديلات وخريجات الكليات المتوسطة، مازال الأمل مُشرعا أبوابه لكل خريج وخريجة وقع تحت قبضة قياس غير المنصفة بإلغائه والاعتماد على الشهادة الأم.
هي من تعبنا للحصول عليها، وهي من ستدخلنا المفاضلة الوظيفية دون مِنة من أحد!.