في هذه الزاوية، يسرد الكتاب حكاياتهم مع الكتابة منذ بدئها الأول، حتى استواء القلم، وانسياب اللغة، إلى احتراف الكتابة.. تقول كاتبة زاوية (سكرابز) في "الوطن"، مها الشهري عن حكايتها مع الكتابة:


بدأت القصة بعد إعداد مسبق، عملت عليه بجهد ذاتي في قضاء وقت الفراغ في القراءة، منذ مرحلة مبكرة من العمر، كنت أنشر مقالات قصيرة وبعض الملحوظات اليسيرة والخواطر على مدونتي، وعلى صفحاتي الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أخذت تتملكني الجرأة على الكتابة والتعبير عن أفكاري، وما يجول في نفسي تجاه موقف أو قضية ما، برغم رفض الآخرين، وكان أول مقال كتبته عن "الثورات العربية"، ثم اهتمت بعض الصحف الإلكترونية بالنشر وبعضها حاول استكتابي فرفضت، ولكن هذا لفت انتباهي للتوجه إلى الصحافة الورقية.

كان التوجه عشوائيا وغير محدد، فراسلت عدة صحف منها "عكاظ والبلاد والوطن" بمقالات مختلفة وجميعها نشرت.

المقال الأول نشرته "الوطن"، وبعد ذلك "عكاظ"، ثم "البلاد"، وبعد أن وجدت اسمي يتذيل مقالاتي على الصحف الورقية والرسمية تشجعت بجمع بعض المقالات التي رأيتها جيدة ومراسلة الزميل الرائع "جميل الذيابي" رئيس التحرير المساعد لصحيفة الحياة على بريده الخاص من أجل الكتابة، ففوجئت بنشره لمقال اختاره منها في اليوم التالي، ومن هنا كانت انطلاقتي الحقيقة في الصحافة، لم يمنع لي فيها مقال من النشر، حيث استمرت بمقال أسبوعي في صحيفة الحياة منذ عام 2010، وحتى انتقالي إلى صحيفة "الوطن" في مطلع يناير لهذا العام، بمقالين في الأسبوع، وكان رئيس التحرير الأستاذ طلال آل الشيخ، أول المرحبين بي من خلال اتصال هاتفي.

كل كاتب جريء سيواجه خلافات مع الرقابة، وفي الإمكان تجاوزها واحتواء الموقف بما تتطلبه واجبات العمل، ولكن التحدي الحقيقي يأتي في القدرة على الانسجام مع المجتمع، وتقديم الأفكار في قالب متقبل لا يتسبب في الصدام مع الآخرين، غير أن مواجهة المجتمع الذي تسيطر عليه الأفكار النمطية والسائدة ليس بالأمر السهل، فمنذ بدايتي في الكتابة وظهوري كفرد مخالف للتيار العام لا يتقبله المجتمع ولا يتفهم مواقفه وأفكاره، خاصة أنني أحمل في اسمي لقب قبيلة عريقة ومحافظة على الغالب، فقد كان من الصعب استيعاب هذا الوضع الذي يحرض على الشعور بالغربة، يقابل ذلك الالتزام الحقيقي بالمبدأ، ووجوب التمسك بقول الكلمة التي أراها صحيحة من الزاوية الذي أراها سليمة، بغض النظر عن مواقف الآخرين، وكان لزاما علي التماس العذر للمخالفين الذين أنبتتهم بيئتهم وغذت عواطفهم وأفكارهم، بعكس ما يجب أن يكونوا عليه، وهم بذلك يجدون لدي متسعا من العطف وقدرا من المحبة.

كانت الكتابة ومازالت بالنسبة لي هواية، أجد أنني أندفع إلى متعتها والتهيؤ لها، وأستطيع أن أنقطع عن أي شيء إلا عنها.