موسم حج هذا العام مميز ومثالي في الجوانب الرئيسة ولله الحمد، لكن السكوت عن بعض السلبيات خيانة تعادل خيانة من تولى أمانة العمل في المشاعر المقدسة ولم يؤدها كما ينبغي. اتهامات التقصير المنشورة في وسائل الإعلام طالت أربع وزارات وهذه قمة الشجاعة وقمة الإخلاص، لأن الاعتراف بالتقصير بداية وضع نقاط الحلول على المشاكل البسيطة ليكتمل جهد الدولة مع جهد المخلصين.

وصلنا لـ"عرفة" في السادسة صباحا فوجدنا بعض النفايات والطرق الترابية التي تعيق حركة عربات المعاقين والمرضى، وهذه المشاهد تكررت في "منى" و"مزدلفة" وأغلب الشوارع المؤدية للحرم الشريف، هل مر مسؤولو أمانة العاصمة المقدسة على هذه الأماكن؟ هذه الكارثة، أم اعتمدوا على أدوات تنفيذ ميدانية، فهذه الطامة! يبدو أن المعنيين لم ينزلوا للميدان أو نزلوا وتجاهلوا، أو شاهدوا هذه الثقوب والعيوب وكلفوا من لا تبرأ به الذمة.

يجب توسيع دائرة الشك فهناك من استمرأ التقصير وهذه "خيانة".. بالعربي الفصيح دائرة الشك يجب أن تشمل كل مقصر، لأنه باختصار شديد يسيء لسمعة الوطن ويجب التشهير بمثل هؤلاء.

كم أتمنى إقامة شبكة مترو تربط جميع المشاعر المقدسة بالمسجد الحرام لتكون مكة كلها "مدينة ذكية" تواكب العصر وعطاء الدولة الكبير، وكم تمنيت لو شرح لنا المسؤولون سر هذه النفايات الروائح الكريهة وأنواع البعوض وسوء وضع الشوارع وصعوبة التنقل من وإلى المسجد الحرام، وكم أتمنى توسيع دوائر الشك ولا تأخذنا في الحق لومة لائم، فالوطن يعلو ولا يُعلى عليه. أتمنى أن تبدأ الدائرة تدور على الذين حولوا تجربة القطار الناجحة في العام الأول إلى تعثر في العام التالي.. فمن هنا تبدأ الحكاية!!