‏تابع أمير منطقة مكة المكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، جهود الجهات المختصة لإخماد حريق نشب مساء أول من أمس في السقالات الخشبية لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام بالجهة الشمالية. وشدد سموه على الجهات المعنية والشركة المنفذة لمشروع التوسعة باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، وتكثيف وسائل السلامة في منطقة أعمال المشروع، لضمان عدم حدوث أي حوادث مشابهة، حرصاً على راحة وسلامة قاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين، مشيدا بجهود رجال الدفاع المدني، الذين حاصروا الحريق وأخمدوه وحالوا دون انتشاره.

إلى ذلك، كشفت التحقيقات الأولية التي أجراها الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، أن الحريق الذي نشب قبيل صلاة العشاء في شدة خشبية منصوبة داخل المشروع عرضي ولا شبهة جنائية فيه، فيما أكد شهود عيان لـ"الوطن" أن الحريق بدأ من كشاف كهربائي موجود على الشدة الخشبية المحترقة، موصلا بالكهرباء ويستخدم للإنارة أثناء الفترة الليلية، الأمر الذي أدى إلى اتصال الحريق بالشدة الخشبية.

من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة المقدم صالح العلياني، أن عددا من فرق الإطفاء والإنقاذ وصهاريج المياه حاصرت الحريق الذي نشب في الشدة الخشبية في جزء تقدر مساحته بـ 400 متر مربع، وتم إخماد الحريق وتبريد الموقع في حينها بمتابعة من مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو، الذي كان متواجدا في الموقع لحظة نشوب الحريق. وأشار العلياني إلى أن لطبيعة المواد المشتعلة دورا في كثافة أدخنة الحريق التي انبعثت، مؤكدا أن الجزء الذي وقع به الحادث معزول تماما عن المصلين بالمسجد الحرام.

وقال: "إن الأدلة الجنائية وخبير الحرائق وقفوا على الموقع، وتم رفع عينات من مسرح الحادث لإخضاعها للفحص المخبري للتأكد من أسباب نشوب الحريق".

إلى ذلك، أفاد مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد سامي الجدعاني، بأن الفضل يعود بعد الله سبحانه في سرعة إخماد الحريق إلى التجربة الفرضية التي نفذها الدفاع المدني بالموقع قبل نحو شهر، والتي أكسبت فرق الدفاع المدني المعرفة والدراية التامة بمداخل ومخارج التوسعة، وما تحتويه من مخاطر وما تحتاجه من معدات للتدخل في مثل هذه الحالات، رغم المساحة الشاسعة للتوسعة والتي ستتسع مستقبلا عند انتهائها لأكثر من نصف مليون مصل.

وكان المتحدث الرسمي لهيئة الهلال بمنطقة مكة المكرمة علي عبدالله الغامدي، قد ذكر أن 35 فرقة إسعافية باشرت الحالات المصابة في الحريق.