في وقت واصل فيه طيران نظام بشار الأسد قصف عدد من المدن السورية، أكد المبعوث الأميركي لسورية داني روبنستاين، أن نظام الأسد يواصل جرائمه الوحشية ضد الشعب السوري.

وقال إن بلاده واضحة في استراتيجيتها في سورية، وهذه الاستراتيجية تتمحور حول دعم المعارضة المعتدلة، والشركاء الدوليين لإحداث انتقال سياسي يبعد الأسد عن السلطة، ويأتي بحكومة قادرة على خدمة مصالح الشعب السوري، وكذلك محاربة التطرف الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتخلص من مخزون الأسلحة الكيماوية وتخفيف معاناة السوريين.

وأضاف روبنستاين خلال مقابلة صحفية أجراها هاتفيا بعد عودته من جولة شملت مصر وتركيا وفرنسا، أن الولايات المتحدة تقدمت للكونجرس بطلب الإسراع بتقديم مبلغ 500 مليون دولار وعد بها الرئيس باراك أوباما؛ لتدريب وتسليح المعارضة السورية، وسط انتقادات موجهة للكونجرس بالتباطؤ في المصادقة عليها، مما يعني أنها ربما لا تصل إلى السوريين إلا في نهاية العام الحالي أو في بداية العام القادم. وقال إنه التقى رئيس الائتلاف الجديد هادي البحرة، ومسؤولين آخرين، وأكد للبحرة دعم الولايات المتحدة وثمّن الدور الذي لعبه خاصة في مفاوضات جنيف2. وأسهب روبنستاين في شرح الخطر الذي يمثله تنظيم "داعش" في ظل سيطرته على أراض واسعة في سورية والعراق، نافيا ما ذكرته بعض التقارير عن نية الإدارة الأميركية التعاون مع النظام السوري لمكافحة داعش، وقال إنه "لا يوجد أي تعاون مع الأسد على الإطلاق لمكافحة الإرهاب".ووصف روبنستاين الوضع الإنساني في سورية بالكارثي والمقلق للغاية. وقال إن هناك عشرة ملايين سوري مهجر في الداخل بحاجة إلى مساعدة إنسانية، منهم 4 ملايين يعيشون في أماكن يصعب الوصول إليها، مشيدا بقرار الأمم المتحدة الأخير بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

ميدانيا، قتل ستة أطفال من عائلة واحدة في قصف للطيران السوري شمال مدينة حلب، بينما قتل ثلاثة أطفال آخرين في قصف للنظام في مناطق مختلفة أول من أمس.وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ستة أطفال من قرية الوحشية في ريف حلب الشمالي قتلوا جراء قصف جوي على القرية، موضحا أن الأطفال هم ثلاثة ذكور وثلاث إناث من عائلة واحدة.وبين مدير المرصد رامي عبدالرحمن في بيان له أن الطيران السوري كثف في الفترة الأخيرة غاراته الجوية شمال حلب "في محاولة لتشتيت المقاتلين المعارضين واستعادة المناطق التي يسيطرون عليها لا سيما بلدة مارع".وأشار إلى أن شخصين قتلا، بينهما فتى في الخامسة عشرة من العمر في قصف جوي على بلدة اللطامنة في ريف حماة، وطفلة في السابعة من العمر في قصف مدفعي للنظام قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.وفي ريف محافظة دير الزور التي باتت تحت سيطرة تنظيم "داعش" في شكل شبه كامل، قتلت طفلة في السادسة من العمر في قصف جوي لطيران النظام على قرية الكشكية شرق المحافظة.

كما قتل ثلاثة أشخاص أمس في سقوط قذائف على دمشق مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، تزامنا مع تواصل المعارك بين القوات النظامية والمقاتلين في شرق العاصمة، بحسب مصادر رسمية سورية.

إلى ذلك، أعلن حرس الحدود الأردني في بيان أمس، أنه أحبط محاولة تهريب كميات كبيرة من الذخيرة من سورية إلى الأردن، وقال البيان إن "قوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية الغربية "الحدود مع سورية" تمكنت أول من أمس، من إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من الذخيرة".

وصرح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، أن "عددا من الأشخاص حاولوا تهريب هذه الذخيرة من داخل الأراضي السورية عبر الأراضي الأردنية الى إحدى دول الجوار"، ولم يعط المصدر مزيدا من التفاصيل عن عدد وجنسية هؤلاء، أو وجهة تلك الذخيرة.