سعوديون اجتمع عليهم ألم "المرض" وألم "الغربة" في أميركا، وأبعدهم طلب العلاج والأمل بالشفاء عن روحانيات الصيام في المملكة، وعن الأجواء الأسرية والعائلية التي اعتادوا عليها، وتشهدها موائد الإفطار ومناسبات السحور في الوطن، إلى جانب حرمانهم من حضور صلوات التراويح والقيام في مساجدها العامرة؛ لكن تلاحمهم في الغربة، وتجمعهم في ديوانيات ومجالس يستأجرونها أو توفرها لهم إدارة المجمعات السكنية، وكذلك التسهيلات التي تقدمها لهم الملحقية الصحية في واشنطن يخفف عنهم هذه المعاناة.

وفي مدينة روشتر في ولاية مينسوتا حيث مستشفى المايوكلينك يجتمع السعوديون على موائد في ديوانيات ومجالس في مجمعات سكنية في "الريفرفيو" أو "الجراند فيلا" في فطور جماعي تجهزه العائلات، ويبدأ الاجتماع بعد صلاة العصر بعد الخامسة انتظارا للفطور الذي يؤذن له قبل التاسعة بدقائق.

"الوطن" حضرت إفطارا في "الريفرفيو" وهو مجمع سكني يقع في قلب روشستر قريب من مبنى المايو كلينك فوجدت بالإضافة للسعوديين أشقاء لهم من الكويت والإمارات وقطر، حيث وصف عيد حماد العنزي - الذي يعالج اثنين من أبنائه - الجو الرمضاني في أميركا بأنه يختلف كلياً عن الممكلة وإن كانت هذه "اللمة" تخفف من حجم الاختلاف، مضيفا "نحن نفطر هنا على الشوربة والسمبوسة وكافة الأكلات التي تحتضنها السفرة الرمضانية في البيت السعودي، ونشتري احتياجاتنا من محال تبيع المنتجات مماثلة لما هو موجود في المملكة، كما تأتينا من الأهل في المملكة بعض الاحتياجات لموائد رمضان".

وأكد أن التسهيلات التي تقدم للمرضى من قبل السفارة السعودية في واشنطن بقيادة السفير عادل الجبير، والملحق العسكري اللواء أحمد القحطاني، والملحق الصحي سليمان الشعيبي تخفف عن المرضى آلامهم، وتسهل مراحل العلاج.

المواطن فيصل كليب العنزي المرافق لوالدته للعلاج ذكر أن ساعات الصيام الطويلة التي تتعدى 18 ساعة لا تشكل عائقا أمام الصائمين، رغم أن المواعيد في المستشفى قد تبدأ من السابعة صباحا حتى الخامسة عصرا، مشيدا بالتلاحم بين المرضى ومرافقيهم وخاصة في رمضان، مؤكدا على أن المخصصات المالية تودع بانتظام وأن الملحقية الصحية تعتمد الأدوية أو التجهيزات الطبية وكل احتياجات المريض في نفس اليوم على الغالب. يذكر أن أعداد المرضي السعوديين في أميركا في ازدياد، فبحسب موقع الملحقية الصحية السعودية فإن هناك 55 مستشفى معتمدا في أميركا وواحد في كندا، ويرافق كل مريض مرافق أو اثنان حسب عمر المريض ووضعه الصحي، ويتم تغطية مصاريف علاج المرضى بالكامل وإعطائهم ومرافقيهم مصاريف شهرية تقدر بــ160 دولاراً للفرد الواحد.