مراهق محب وعاشق لناديه يزوره يوميا حاملاً معه كاميرته الخاصة ليلتقط بعض الصور مع نجوم فريقه وبعض اللقطات لعله يزود بها رفاق المنتدى ومتابعيه المغردين.
يتابع كل شيء يدور في النادي بدقة، ليحكي لأصدقائه كل شيء من قلب الحدث، قبل أن يلتقي بهم في المدرج يوم المباراة متوشحا ثوبه المزين بألوان ناديه.
نسي كاميرته ذات يوم.
قرر أن ينقل الحدث صوتا بهاتفه عِوضا عن الصورة، حتى لا ينسى شيئاً رآه أو حديثا سمعه.
أحس أن الأمور باتت أسهل وأسرع وأن بإمكانه تكرار ذلك يومياً.
ترك مهمة التصوير لغيره من المغرمين بذلك.
اقترب بخجل من مسيري النادي شيئا فشيئا، باحثا عن معلومة أو خبر، أصبح مألوفا لديهم، فهو عاشق حد الثمالة، ويدفعه الفضول.
أهمل أدواره في مجلس الجمهور، ورابطة المشجعين، وتفرغ كليا للأخبار فقط، والتصق بالمركز الإعلامي، الذي تغيب فيما بعد مديره ذات يوم، فتقمص الدور بإتقان بما أنه قريب من الجميع حتماً يستطيع..!!.
لم يغادر المكان مجددا وأصبح ذراعا يُمنى للمدير، اتصلت به إحدى الصحف ليزودها بخبر ما
فأبهرهم باجتهاده، عرضوا عليه العمل معهم، قبل فوراً وتدرج بسرعة من متعاون إلى باحث وناقل للخبر إلى محرر له، إلى كاتب عمود ملمع لنجوم صورهم بالأمس القريب وناقد لسواهم، من خلال مطبوعته، التي يُفترض أن تكون على الحياد..!!
القرّاء الأهم بالنسبة له هم رفاق المدرج، وزوار منتداه..ومتابعو تغريداته..، فهم مرآة قلمه..،
لا تهمه المصداقية، مادام أصدقاؤه معه، ولا تعنيه المهنية لأنه لا يفهمها، ولم يتعلمها فمن أتى من المدرج سيكتب للمدرج.
لا غرابة أن ينشر خبرا عن سيارة نجمه، وأرقام لوحتها محولاً الصحيفة إلى مدرج ورقي يمارس فيه إسقاطاته على الآخرين، ويهيم بمعشوقه، متجاهلاً إنجازات الغير ومتجاوزا أرقامهم مشوها تاريخهم ومقللاً منه..
ناقلاً كل هذا التزييف لأجيال بعده، من خلال صحف رسمية.
للأسف قصة تكررت في إعلامنا ومازالت..!!