في مطار أجنبي لن تكون بحاجة لأكثر من ورقة صغيرة تناولها سائق الأجرة هناك للوصول إلى العنوان الذي تقصده، مدون فيها "اسم الحي" و"رقم الشارع" و"رقم المبنى"، ثم بإمكانك بعد ذلك أن تستمتع بغفوة قصيرة في المقعد الخلفي أو قراءة كتابك المفضل، أو حتى العبث بجهازك المحمول وما هي إلا مسافة "السكة" حتى تجد نفسك أمام عنوانك الذي لم تره من قبل!
جرب أن تطبق نفس الميكانيكية السابقة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض! ناول سائق التاكسي ورقة بهذا العنوان.. مثلا حي النخيل- شارع أحنف بن قيس المتفرع من شارع أسعد بن أبي زرارة- منزل رقم 1077 ثم استمتع بنفس الغفوة القصيرة إياها، ولا يجب أن تغضب بعد ذلك إن وجدت نفسك في أحد أحياء مدينة "الخرج"!
ما الحل إذن؟ ليس سوى أن تدعو الله أن يلهمك الصبر ويرزق صاحب فكرة تسمية الشوارع لدينا الهداية! ثم أن تستمر طوال الطريق تردد "يمين- يسار- يمين- يسار- يسار" حتى يأذن الله لك بالوصول!
في بعض الدول الأجنبية يلتزم سائق الأجرة بالصمت احتراما لزبون وصل للتو من رحلة طويلة، وبعضها الآخر يفصل بين السائق والمقاعد الخلفية فاصل زجاجي لضمان خصوصية الراكب، بينما هنا يجب أن تجيب عن السؤال الأول الذي سيقتحم أذنك بعد أول 100م من المشوار: "وش عندك في الرياض"؟ ثم يجب أن تهيئ نفسك لمحضر التحقيق الذي ستتوالى أسئلته تباعا: "أنت متزوج"؟ "كم عند أولادك"؟ 'وش ترجع"؟ "وين تشتغل"؟
في سيارة الأجرة في أحد مطارات الدول المتقدمة تثبت بإحكام قائمة الأسعار حسب كيلومترات الطريق! وفي بلادي قد تصل لمشوارك بـ50 ريالا وقد تصل إليه بـ150 ريالا حسب حالة الطقس والمناخ لسائق المركبة، إلا أنك قد لا تصل على الإطلاق عندما يعتقد سائق الأجرة أن سيارته قادرة على الطيران!