بعض الأسماء تملأ المناصب بالخبرة والفكر والعمل والإنجاز، والدكتور عبدالله الطاير أحد الأسماء التي تملأ أي مكان تحل به.

بعض المناصب والوظائف يكفي امتلاك الخبرة لتوليها، لكن وظيفة "المستشار" تحتاج إلى امتلاك الفكر لتقديم الآراء، والفصاحة لإيصال الأفكار، والمهنية لإنجاز العمل، والدكتور عبدالله الطاير هو الصورة الحقيقية لـ"المستشار"، فهو يمتلك فكراً نيراً، ولساناً فصيحاً، وقلماً ناقداً، ومهنية راقية.

بعد فترة قضاها الدكتور عبدالله الطاير في العمل الأكاديمي بين العمل الأكاديمي والإعلامي، غادر "طائراً" دبلوماسياً ليمثل المملكة العربية السعودية "ثقافياً" كملحق في دولة الإمارات، ثم عاد ليحمل على كاهله أعمالاً كثيرة ومرهقة؛ لكنه أهل لها، فأصبح المستشار والمشرف العام على مكتب وزير التعليم العالي، وأيضاً المشرف العام على الإدارة العامة للملحقيات الثقافية؛ ولكثرة أعماله فهو يعمل نهاراً وليلاً، ويواصل إنجاز ومتابعة أعمال الجامعات والملحقيات الثقافية حتى يومي الإجازة الأسبوعية، وفوق كل ذلك هو حاضر بقوة في الإعلام، فقلمه لا يزال يواصل "التفكير بصوت مسموع" كما هو عنوان زاويته الصحفية في صحيفة الرياض، والتي بدأ فيها التفكير والكتابة منذ 1995 في صحيفة المدينة حتى 2009 حين انتقل بها إلى صحيفة الرياض.

ولم تكن علاقة الطاير بالإعلام فقط عبر القلم، بل عمل معداً ومقدماً لبرنامج الوجه الآخر في قناة الإخبارية، كما قام بتقديم برامج اعترافات بعض الإرهابيين في سلسلة الحاير 2 و 3، وخلية العزيزية، وعمل مستشاراً للأخبار والبرامج في القناة السعودية الثانية، وعضواً في الهيئة الاستشارية الإعلامية لسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله.

ولا يجهل من يتابع سعادة المستشار عبدالله الطاير أنه سياسي يمتلك الرأي والتحليل وكان له حضور قوي خلال الـ10 سنوات الماضية في القنوات العربية والأجنبية؛ لإبراز دور المملكة وتحسين صورتها أمام العالم، وله الكثير من المشاركات في مؤتمرات وورش عمل ومحاضرات دولية ومحلية، وقدم العديد من البحوث والمؤلفات التي تنوعت بين الإعلام والسياسة ومنها: "لغة الإعلانات التجارية في الصحف السعودية"، وكتاب "التفكير بصوت مسموع"، وكتاب "أمريكا التي قد تعود"، وكتاب باللغة الإنجليزية بعنوان "هل خرج أسامة بن لادن من رحم الوهابية؟"، وقد كان الهدف من الكتاب توضيح العلاقة بين فكر أسامة بن لادن والفكر السلفي السعودي الذي يسمونه الوهابية لدى الغرب، واستقبل الكتاب بشكل جيد ونال نصيباً من التوزيع في البيت الأبيض والكونجرس ووصل عدداً كبيراً من قادة الرأي والسياسة.

وبعد أن أثبت الطاير جدارة في العمل كمستشار، صدرت موافقة مجلس الوزراء بنقله من وظيفة "مستشار إداري" بالمرتبة الخامسة عشرة إلى وظيفة "وكيل الوزارة للشؤون التعليمية" بذات المرتبة بوزارة التعليم العالي.

وكل تلك النجاحات لن تكون مستغربة إذا قرأت سيرته الذاتية، لأنك ستجد أنه تدرج بالعمل والنجاح حتى أصبح الآن اسمه أكبر من منصبه، الدكتور عبدالله بن موسى الطاير من مواليد "قنا" في تهامة عسير، وانطلق منها إلى كل مكان، فدرس البكالوريوس بتخصص الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، والماجستير في اللغويات التطبيقية في ذات الجامعة، ثم انتقل إلى بريطانيا لدراسة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية بجامعة ليدز.