لا تزال الكثير من موائد حفر الباطن الرمضانية تحتفظ بالأكلات الشعبية التراثية التي توارثتها الأجيال بمكوناتها التي تصنع منها منذ مئات السنين، ومن أهم الأكلات الشعبية التي تفرض نفسها على المائدة الرمضانية بحفر الباطن تأتي أكلة "الشعثا" ذات المقومات الغذائية الكاملة. وتتكون الشعثا من ثلاثة مكونات هي التمر والسمن والأقط.
وتقول أم محمد، وهي ربة منزل، إنها لا تزال متمسكة بصنع الوجبات الشعبية رغم التطور الذي تشهده المطابخ من توفر للأجهزة الإلكترونية بأنواعها وظهور وجبات جديدة لم تكن معروفة لدى الناس.
وأضافت "ما زلت متمسكة بصنع الأكلات الشعبية التي تعلمتها من والدتي -رحمها الله- وسأعلمها لبناتي، وهذه نصحيتي لكل أم بأن تجعل بناتها ملمات بكل تراثنا وفي مقدمته مأكولاتنا الشعبية".
وتابعت "من الأكلات الشعبية التي أحرص على صنعها في شهر رمضان أكلة الشعثا التي تعد سهلة التحضير وتتكون من التمر والأقط والسمن البلدي وبذلك تتكون من مصدر حيواني وآخر نباتي وجميع مكوناتها متوفرة في الأسواق الشعبية". وعن طريقة التصنيع قالت أم محمد: نأتي بالكمية المناسبة لعدد أفراد الأسرة حتى لا يكون هناك زيادة في الكميات، وبداية نحضر التمر ونقوم بنزع "النوى" من كل تمرة وتعد هذه العملية متعبة قليلا ويمكن استخدام التمر الجاهز الذي نزع منه النوى، بعد ذلك نضع التمر في إناء متوسط الحجم ونضيف "الأقط" المطحون أو ما يعرف بالبقل وهو مصنوع من حليب الأغنام، ومن ثم نحرك الخليط في "الصميل" وهو عبارة عن كيس جلدي مدبوغ والأقط يتم طحنه قديما باستخدام "النجر" النحاسي أو ما يعرف بالمهباج في بعض الدول ونضيف للمكونات السمن البلدي الطازج الذي يفضل أن يكون حديث الصنع ومحفوظا في "العكة" الشبيهة بالصميل لكن تستخدم لحفظ السمن، وبعد خلط التمر والأقط والسمن تتم عملية "دعكها باليد بشكل مستمر حتى تختلط المكونات بشكل كامل وتأخذ اللون "الأشقر" اللامع وذلك بسبب استعمال التمر "الخلاص" الذي يعتبر أفضل تمر لصنع الشعثا وتأتي عملية اللمعان بسبب السمن البلدي، ويتم تقديم الشعثا مع الإفطار وتوكل بشكل مباشر بعد عملية أخذ كمية من الوعاء حسب الحاجة وهي مناسبة للكبير والصغير وتعتبر وجبة غنية بكافة العناصر التي يحتاجها الجسم.