أكد صاحب متحف حلباء التراثي بالنماص وعضو لجنة الآثار بالمحافظة سعد آل محي العمري "للوطن" أمس أن المناطق الأثرية شرق محافظة النماص نواحي الرسوس والغلة وغيرها تهددها إحداثات التعديات من قبل ضعاف النفوس، وأن ذلك يهدد بطمس وإخفاء الكثير من النقوش والرسومات التاريخية القديمة التي تنتشر بكثرة هناكن وطالب بتعيين حراس لتلك الأماكن أو استكمال التسوير على ما تبقى من آثار لرسوم ونقوشات تاريخية.
"الوطن" وقفت على الأماكن الأثرية شرق محافظة النماص كالرسوس وغيرها وشاهدت هناك آثار علامات (طلاءات) محدثة حول رسوم وكتابات وأسوار أثرية قديمة توحي بأن هناك أيادي لضعاف نفوس تريد الاستيلاء على تلك الأماكن مما سيخفي آثارا عظيمة وتاريخية قديمة لاسيما أن هيئة السياحة والآثار اكتفت بتسوير عدد قليل من الأماكن كمقابر الرسوس وأخرى إلى الشرق منهان بينما وجدنا الكثير من الأماكن على طول تلك الجبال لم تسور على الرغم من وجود الكثير من الرسومات القديمة، ونصوص ثمودية وسبئية، وعربية تعود تاريخها للقرن الأول الهجري امتلأت بها الأحجار والصخور المتناثرة. وأضاف آل محي "تزخر بادية بن عمرو شرق محافظة النماص بالكثير من النقوش والرسومات التاريخية القديمة التي يمتد تاريخها إلى ما قبل الإسلام وإلى القرون الأولى من الإسلام، أبرز تلك الآثار هي: رسوس طلاح، وذي العين، والغلة، والبوارة، والمهللين، وسوق بني هلال، وجر الحيسي. وقد ألف الكثير من الكتب فيها، ورغم اهتمام الآثار والسياحة بها إلا أن ذلك لا يكفي؛ حيث إن هناك الكثير من الأماكن لم تسور ولم توضع عليها علامات ملكية الهيئة لها مما يعرضها للإزالة وإخفاء ما بها من آثار.
وأضاف: النماص بما تحويه من تاريخ متأصل منذ سنين طويلة انعكس على أهلها، فربما تكون النماص من أكثر المحافظات في المملكة التي حوت متاحف خاصة، وهذا يدل على التاريخ العبق الذي يتنفسه أهل هذا المكان. وليس أدل على ذلك من ذكر الهمداني في القرن الثالث الهجري للجهوة وذكر اسم حاكمها "الجابر بن الضحاك" الذي عثر مؤخرا على نقشه على إحدى الصخور بالغلة، مما يدل على اتساع ما كان يعرف بالجهوة في النماص اليوم.
"الوطن" خاطبت مدير إدارة المتاحف والآثار بالهيئة العامة للسياحة والآثار بالرياض الدكتور عوض السبالي، لكنها لم تتلق أي إجابة رغم مرور أكثر من أسبوعين على التواصل معه.