- تداولت وسائل الإعلام العالمية في اليومين الماضيين قصة اللاعب المسلم (حسين عبدالله) لاعب كرة القدم الأميركية ونادي كنساس سيتي تشيفز الأميركي الذي واجه عقوبة الإيقاف، وذلك عقب سجوده في أرضية الملعب احتفالا بفوز فريقه حيث اعتبر حكم المباراة هذا التصرف إفراطاً في الاحتفال ضد الفريق الخصم..!!

- أخطأ الحكم وقد أقرت إدارة «الدوري الأميركي» بذلك وقالت إن الحكم أخطأ بمعاقبة «عبدالله» حيث أوضح المتحدث الرسمي لدوري كرة القدم الأميركي «ميشيل سينورا» أنه وعلى الرغم من وجود قانون يمنع احتفال اللاعبين على أرض الملعب، لم يكن هناك داع للعقوبة، ولا أعتقد أن تصرف الحكم نتيجة للتحيز أو التعصب الديني، بقدر ما هو ناتج عن جهله بمعنى الحركة التي قام بها اللاعب والتي تعني (السجود لله شكرا وليس الانتقاص من الفريق الخصم)، وهو ما يدخل ضمن التعابير الدينية المسموح بها.

- خطأ الحكم وجهله أمرٌ وارد ولكن أكثر ما أعجبني في هذه القضية هو موقف الصحافة العالمية حيث أبدت صحيفة «الإنديبندنت» الإنجليزية امتعاضها جراء معاقبة «عبدالله» مؤكدة بأن اللاعب المسلم لا يستحق تلك العقوبة التي فرضها عليه طاقم تحكيم المباراة، وهو الأمر الذي اتفقت فيه معها صحف عالمية أخرى مثل صحيفتي «يو إس توداي» و«صب ناشين» الأميركية.

- لقد وقفت الصحافة الغربية مع لاعب لا ينتمي إليها عرقياً ولا دينياً ودافعت عنه وعن حقه وحريته وهو أمرٌ قادني إلى مجرد المقارنة مع بعض ممارساتنا الصحفية في إعلامنا الرياضي الذي لم يعد يحترم حقوق اللاعبين وحرياتهم حتى خارج الملعب فضلاً عن داخله.

- ولعل أقرب مثال على ذلك هو ما تعرض له لاعب النصر أحمد الفريدي من إحدى الصحف الرياضية، التي طاردت اللاعب خارج الملعب حتى وهو يقوم بفريضة الحج حيث أظهروا صورة للاعب بلباس الإحرام واتهموه بأنه حج بدون تصريح (مع أن كلامهم غير صحيح)..!! وهو الأمر الذي تفاعل كثيراً لدرجة إعلان رئيس نادي النصر عن مقاطعة تلك الوسيلة الإعلامية وعدم التعاون معها انتصاراً للروح الرياضية والذوق العام.

- لاحظوا معي المفارقة الغريبة جداً.. الصحف العالمية تقف مع لاعب مسلم عوقب لأنه سجد في ملاعب كرة القدم الأميركية وذلك انتصاراً لحريته.. وهنا: صحيفة سعودية تتجاوز كل الحدود وتقف ضد لاعب سعودي وتتدخل في تأديته لمناسك الحج بشكل غير مقبول..!!

- (حتى على الحج لا أخلو من الحسد).