لم يزل أولئك الطفيليون الحمقى المغفلون سادرين في غيهم لاهثين وراء كل ناعق من دعاة البغي والضلال، فما إن يخر صريعًا قائد من قادتهم وزعيم من زعماء فرقهم الناكبة عن الصراط المستقيم وكلب من كلابهم السائبة التائهة في أودية الجهل، الراتعة في أوحال التحزب والتيه، حتى يلهثوا وراء زعيم وقائد جديد متمسحين بين أقدامه مقدمين بين يديه بصغار قرابين الولاء والطاعة والانقياد الأهوج، مهدونه حياتهم ثمنًا لرضاه ومهرًا لقبولهم في فرقته وزمرته الباغية.
(ما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا) لم تكفهم الانكسارات المتلاحقة لزعماء بغيهم، ولم يرعووا عن غيهم بمصارع دعاة الفتنة ولم يتعظوا بمصائر أشياعهم وتغييبهم في غياهب السجون والمعتقلات.
(أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون، إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا). بل إن في الأنعام لعبرة وفوائد للبشرية أما شرذمة الخوارج عبر الأزمان، فهم لعنة يتوارثونها كابرا عن كابر يتشرفون بالاضطلاع بحملها ويتسابقون في التمرغ في أوحالها بنشر الفساد والإفساد في كل زمان ومكان بإهلاك الحرث والنسل بإشاعة القتل والتدمير والتهجير وترويع الآمنين وإحلال الخراب في المعمورة.
ما الذي قد جنته تلك الفرق والأحزاب والشيع الخارجة عن الأمة عبر العصور؟
(لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً).
إنهم يطاردون سراب الظمآن بمكرهم وخداعهم ولؤمهم عبر الزمن، ولن يعود عليهم إلا بالخسران المبين والحسرات الدائمة. (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا).
أيها الحمقى المكابرون المعاندون: كفوا بأسكم عن المسلمين واحقنوا دماءكم ودماء المسلمين بالعودة إلى الله تعالى ولزوم جماعة المسلمين باتباع شريعة الإسلام السمحة وسنة نبيه المطهرة.