بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، استغل تجار الحروب في الولايات المتحدة الغضبة الأميركية، وقاموا بغزو دولتين إسلاميتين واحتلالهما، هذه الأحداث الثلاثة الكبيرة كانت بمثابة الزلزال الذي امتدت موجاته وآثاره إلى دول كثيرة بالعالم وبلدنا السعودية لم تكن بمنأى عن هذه الآثار بل كانت من أشد المتأثرين، حيث ضربت البلد موجة من أحداث العنف الإرهابية بدأت عام 2003 وانتهت تقريبا في 2006، حيث تمكنت السلطات السعودية بفضل من الله توجيه ضربات قوية للإرهابيين بعد أن واجهتهم بكل قوة وحزم أمنيا وفكريا وإعلاميا، وانتهى أمرهم بين قتيل وسجين وهارب خارج الحدود.
وما يحدث حاليا في سورية والعراق والحرب الدائرة هناك لا تقل سوءا عن غزو أفغانستان والعراق إن لم تكن أشرس وأعنف وتشهد صعودا وتناميا للتطرف أكثر مما سبق بكثير، وإذا أضفنا إليها ما يحدث في اليمن فإن الأحداث الملتهبة تحيط بنا من الشمال والجنوب، وهذا يشكل خطرا لا يُستهان به، لا أريد نشر التشاؤم والنظرة السوداوية، ولكن المتربصين كُثر والجهلة الذين قادهم جهلهم ليكونوا مطايا للمتربصين ضد بلدهم كُثر أيضا، وهذا كله يجب أن يجعلنا أكثر حذراً وأن نعي أن أي تساهل مع أرباب العنف والفوضى سيغريهم بنقل الفوضى إلى بلادنا وهذا غاية ما يتمنونه، وما حادثة شرورة إلا مؤشر لأمانيهم الشريرة، حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه وأعاننا جميعا على حمايته والحفاظ على أمنه واستقراره.