إن بعض المتبرعين للجمعيات الخيرية أطلق عليهم لقب الكسالى لأنهم يرمون دراهمهم بأيدٍ بيضاء غير ناصعة البياض؟ لذلك لم ولن يصل عطاؤهم إلى الأيادي البائسة غير فتات يصحبه بعض البهرجة والبريق من العاملات عليه، اللواتي يقمن بـ"فرمتة" الأموال السائبة بعد تناولها (بنعومة) من المتبرع الكسول؟ وفور استدارة الرجل الطيب (الكسلان) تظهر القبضة الحديدية لتشبيك الدراهم تشبيكاً محكماً.
ويكتب من يكتب، ويقرأ من يقرأ عن هؤلاء الكسالى، ولكن أعجبني أحد المتبرعين الناشطين وأتمنى أن يكون نموذجا للإصلاح الخيري الذي أراد أن يسلم تبرعه بنفسه للمستفيدات لضمان وصول ما يقدمه بالكامل ويطمئن قلبه، ولكن منسوبات الجمعية رفضن أن يقوم هو بتسليم تبرعه للمستفيدات يدا بيد، يقلن إن هذا غير حضاري يالها من جمعية تحب الحضارة والنضارة (والكشخة)، يقلقها منظر المستفيدات وهن يتسلمن الخبز من غير أن يأكل الخباز نصفه؟ نعم تريد العاملات على هذه الجمعية (الجمل المزيون) لتوزع أذنه (فقط) على المستفيدات اللاتي رماهن القدر على كفوف ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
نعم الجمعية حرمت المستفيدات من متبرع أراد أن يضخ مبلغا كبيرا في أيدي الغلابة اللواتي ينتظرن على أحر من الجمر كل سنة، (بحجة) أن أهل مكة أدرى بشعابها!
وفي الحقيقة أن منسوبات الجمعية يردن السيطرة على هذا المبلغ الهائل الضخم، ومن ثم يجرين عليه الدراسة لمن يستحق ومن لا يستحق.
وحسب مزاجهن وكرمهن يتحول هذا المبلغ إلى معكرونة وثوم وكركم؟ ولكن ذلك المتبرع الفطن ضرب بعرض الحائط كل اقتراحات ذوات الرؤوس "المقرعطة" والمثقوبة، وجعلهن يعدن بخفي حنين، ولسان حاله يقول: "ما كل ما يسال له اللعاب.. يدخل في خزنة فتح بابها".
الخلاصة: الشفافية مطلوبة للقضاء على "المزاج الخيري".