أعلنت السلطات البلغارية أمس أن الرجل الذي فجر حافلة في منتجع بورجاس قبل عامين فقتل نفسه و5 إسرائيليين كان يحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية، مضيفة أن حزب الله وراء هذا التفجير. وأشارت وكالة الأمن البلغاري ومكتب المدعين في بيان مشترك إلى أنه "تم التعرف على هوية منفذ الهجوم الانتحاري بعد اختبارات الحمض النووي، وقد استخدم رخصة قيادة مزورة باسم جاك فيليب مارتان، بينما هو في الحقيقة محمد حسن الحسيني". وأضاف البيان أن الرجل ولد في لبنان عام 1989، وكان يحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية وله شريكان من أصول لبنانية أيضاً لا يزالان هاربين.

في غضون ذلك، شنَّ رئيس الوزراء الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري هجوماً لاذعاً على حزب الله، واتهمه بالتسبب في إراقة دماء اللبنانيين بسبب حرصه على إرضاء القيادة الإيرانية، وقال في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام للتيار أحمد الحريري خلال حفل الإفطار السنوي للعائلات البيروتية، بحضور مراسلة "الوطن": "من المؤسف أن حزب الله يستمر في الهروب إلى انتصاراته الوهمية، والتسبب في إراقة دماء اللبنانيين بذرائع واهية لم تُثمر إلا ردود فعل دموية من عقول ظلامية، وقد شبع اللبنانيون من هذه الانتصارات الوهمية موتاً وقتلاً، وشبعوا من حساباته الإيرانية، تعطيلاً لدولتهم وتدميراً لوطنهم، وشبعوا من تقديسه لأخطائه القاتلة، وتمجيده لأيامه السوداء". ومضى الحريري قائلاً "حماية بلادنا تكون بإعلاء راية "لبنان أولاً"، وبتحييده عن صراعات المنطقة، والالتزام بإعلان بعبدا، والتمسك بدستور الطائف، وبالكف عن تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعدم تعطيل عمل حكومة المصلحة الوطنية برئاسة تمام سلام، حيث يبدو واضحاً أنهم يريدون تحويل الشغور الرئاسي إلى فراغ شامل وقاتل، لغايات ما يسمى بـالمؤتمر التأسيسي".

من جهة أخرى، بدا واضحاً أن "حزب الله" أقر بهزيمته في الاشتباكات التي تدور حالياً في منطقة القلمون، إذ بادر إلى تبرير الأسباب التي دفعته للدخول في تلك المواجهات والمبادرة بالهجوم على الثوار السوريين، حيث قال في بيان رسمي أمس إن المسلحين هم من حاولوا تنفيذ ضربات على مراكز له، وحاولوا التسلل إلى مناطق نفوذه في الداخل اللبناني عبر جرود نحلة، مما دعا مقاتليه إلى صد الهجوم. ويقول المحلل السياسي أحمد عودة في تصريحات إلى "الوطن": "الغرور هو الذي دفع مقاتلي الحزب الطائفي للسقوط في مستنقع القلمون، حيث ظنوا أن باستطاعتهم القضاء على الثوار السوريين، فبادروا إلى الهجوم على مواقع المعارضة، حيث كانت بانتظارهم المفاجأة التي لم يتوقعوها ولم يتحسبوا لها، ووجدوا أن المقاتلين الثائرين أكثر استعداداً منهم وأشد شراسة، مما أدى إلى تساقط العديد من عناصر مليشيات حزب الله". ومضى عودة بالقول "بعد أن أفاق هؤلاء من أوهامهم وأيقنوا أن الهزيمة بانتظارهم بدأوا في البحث عن وسيلة تخرجهم من هذا المأزق، فبادروا إلى اختلاق الأعذار وسرد الأكاذيب، وادعوا أن عدوهم هو الذي بدأ الهجوم والاعتداء، وهذا أسلوب قديم كثيراً ما اتبعه الحزب للهروب من هزائمه، حيث يبادر إلى التبرير بانتظار تدخل بعض الأطراف للعمل على إعادة الهدوء للمنطقة".وكانت حدة الاشتباكات على الحدود اللبنانية - السورية قد تراجعت أمس، حيث يتوقع أن تتصاعد العلميات العسكرية لاحقاً من أجل لملمة الخسائر، حيث أفادت مصادر بأن حزب الله قد قام بدفن 80 جثة من مقاتليه في جرد نحلة، دون أن يطلع أهلهم على مصيرهم، أو أن يقوم بنعيهم رسمياً.