أصبح المجمع الخيري بمركز تندحه شرق محافظة خميس مشيط بمنطقة عسير، مركزاً "إيمانياً" و"خيرياً" و"خدمياً" بارزاً لقرى المركز وهجرها، زاد من ذلك تميز موقعه الجغرافي وسط القرى وعلى الطريق الرئيس الرابط بين منطقتي عسير والرياض، بعد افتتاحه على يد أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد مطلع شهر جمادى الأولى من عام 1431.

المجمع يضم جامعاً تزين بالتصميم المعماري الفريد وبمواصفات هندسية وتقنية عالية وبمساحة كبيرة تتسع لنحو 3600 مصل "رجال" و"نساء"، ويتمتع بوسائل اتصال ومراقبة وتوثيق، إضافة إلى توفر العديد من الأحواض والبرادات المعدة للشرب من مياه "زمزم" على مدار العام، ويكتظ بالمصلين و"المعتكفين" في شهر رمضان والعشر الأخيرة، بإماميه سعيد بن حسين الشهراني وأحمد بن مهيوب المجيدي، اللذين يأسران المصلين بحسن تلاوتهما ويزيدانهم خشوعاً.

ويتحلى المجمع باستضافة العديد من العلماء والمشايخ وكبار الدعاة ويقدمون دروساً ومحاضرات ودورات علمية تتم جدولتها وتنظيمها من قبل إدارة المجمع مسبقاً.

وفي شهر رمضان من كل عام، يصبح المجمع الخيري بـ"تندحة" أشبه بـ"خلية النحل"، وخاصة من بعد صلاة الظهر إلى الفجر، فتشاهد موظفي تلك المراكز والجمعيات بالمجمع ومتطوعيها، يزاولون نشاطهم ومهامهم الخيرية بكل حماس وبدون كلل أو ملل، وهدفهم واحد تقديم الخدمة الإنسانية والخيرية.

"الوطن" زارت المجمع الأسبوع الماضي، فشاهدت مشرفاً على مركز إفطار الصائمين متواجدا بجواره عدد من الأشبال المتطوعين، يقومون بفرز أغذية وأوعية الإفطار ووضعها في المقر، فالحماس والنشاط عنوان الجميع خلال عملهم، وانتقلت إلى مقر الجمعية الخيرية بالمجمع، فشاهدت عدداً من الموظفين يسجلون الإيرادات والمصروفات الخاصة بمشروع "إفطار الصائم" وإدراجها إلكترونيا، إضافة إلى لقاء بعض مشرفي البرامج الذين اعتذروا عن مساحة من الوقت للحديث معهم لانشغالهم بمهامهم الضرورية.

وأكد مدير الجمعية الخيرية بالمجمع سعيد محمد عوضة، لـ"الوطن" أن هناك نشاطا ملموسا للجمعية منذ إنشائها لقرى وهجر المركز وأسرها، وساهمت في العديد من الأعمال الخيرية، وخاصة على مستوى ترميم وإنشاء منازل لأسر مستحقة مدرجة رسمياً لدى إدارة الجمعية، لافتاً إلى أن الجمعية تعمل على مدار العام، إضافه لنشاط مستمر لمختصين يقومون بزيارات ميدانية للأسر للتحقق من احتياجهم ودعمهم بما يحتاجون.

كما يضم المجمع، مكتباً تعاونياً للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمركز، لدعوة الجاليات غير المسلمة إلى الإسلام وتعليمها الأحكام الإسلامية وتنفيذ برامج ومشاريع مخصصة لذلك، وإقامة الدروس والدورات الشرعية والرحلات الترفيهية، ورحلتين لـ"العمرة والحج"، وتوزيع وجبات إفطار صائم، إضافه إلى طباعة وتوزيع الكتب والمطويات والأشرطة "بلغات مختلفة"، إضافه إلى وجود مقر لجمعية تحفيظ القرآن الكريم "رجال، ونساء"، لتوجيه أبناء المسلمين وتعليمهم القرآن وحفظه واختيار المدرسين الأكفاء ورصد جوائز لهم، ومقر آخر للمكتبة وقاعتين للتدريب والتأهيل معدة بأحدث التقنيات الذكية للرجال والنساء، يتم فيها تنفيذ عدد من الدورات التربوية والأسرية والثقافية، إضافه إلى تسخيرها لبعض الجهات والمدارس لتنفيذ دورات تعود بالنفع على المركز وأهله.

وهناك العديد من المراكز والخدمات الإضافية التي يؤديها المجمع، منها مقر لتجهيز وغسل الموتى، ومستودع خيري يتم فيها تأمين احتياجات الأسر من المواد والمستلزمات الخيرية التي توزع وخاصة في نهاية شهر رمضان وأول أيام العيد تزامناً مع موعد إخراج زكاة الفطر من كل عام.

يذكر أن المجمع يقع بمركز تندحة شرق محافظة خميس مشيط بنحو 16 كلم، ويقع على الطريق العام "طريق الرياض"، ويتميز موقعه بتوسط القرى بالمركز، حتى أصبح معلماً جغرافياً، إضافة إلى نشاطاته الدينية والخيرية.