مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يلجأ البعض إلى تطبيق سنة الاعتكاف داخل المساجد؛ اقتداء بهدي النبي عليه الصلاة والسلام، ويتفرغ فيها المعتكف لطاعة الله والبعد عن الناس طلبا للأجر والتماسا لليلة القدر.

ويذكر عمر الجهني "أحد المعتكفين" أن للاعتكاف روحانية خاصة في رمضان، يتفرغ المعتكف لربه ويبتعد عن مشاغل الدنيا، ويستفيد من وقته بقراءة القرآن، والدعاء والذكر والصلاة، فيما ذكر موسى الغامدي، أنه يحرص للذهاب إلى البيت الحرام في العشر الأواخر حتى يتزود بالأجر، ويقول: "كما نعلم الصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة في غيرها من المساجد، فالاعتكاف في المسجد الحرام أجره كبير"، مشيرا إلى أن تحري ليلة القدر من أسباب حرصه ومداومته على الاعتكاف سنويا في رمضان.

من جهته، أوضح إمام جامع الإمارة بتبوك، الشيخ محمد الشهري "للوطن"، أن الاعتكاف هو لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل، وهو من السنن الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مضيفا: "الاعتكاف فرصة عظيمة وساعات قليلة يتفرغ فيها العبد لربه وينقطع عن الناس؛ ليتفرغ لطاعة الله ولتحري ليلة القدر"، مشيرا إلى أن الفقهاء اختلفوا في أقل مدة يصح فيها الاعتكاف، مبينا أنه يصح الاعتكاف ولو لوقت يسير.

وأردف: "إن مكث جزء من الوقت من ليل أو نهار بنية الاعتكاف أجزأه ذلك، لكن الأفضل أن يعتكف العشر الأواخر كاملة، ولا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد إلا لحاجة الإنسان التي لا بد منها كقضاء حاجة، وطعام وشراب ودواء، موضحا بأنه يستحب للمعتكف الاشتغال بالتلاوة، والذكر والدعاء، والصلاة والتفكر، ويكره له كثرة الكلام وإضاعة الأوقات فيما لا فائدة فيه من مزاح وغيره".

يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية، وفي سياق مهمتها بالإشراف على المساجد، وتنظيم عملية الاعتكاف؛ اتخذت تدابير صارمة لحماية المساجد من استغلال أصحاب الفكر المشبوه خلال فترة الاعتكاف، وبما يعزز تطبيق السنة الصحيحة، دون خروج عن إطارها الديني.