أفاد بيان رسمي صادر في وقت متأخر أمس عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه أمر الجيش ببدء الهجوم البري على غزة. وجاء في البيان "أصدر رئيس الوزراء ووزير الدفاع تعليمات لقوات الدفاع الإسرائيلية ببدء عملية برية لضرب ماوصفها بأنفاق الإرهاب الممتدة من غزة إلى إسرائيل". وأفاد شهود عيان ومقيمون في غزة بأن قصفاً مدفعياً وبحرياً كثيفاً قد بدأ على طول حدود غزة.
تكثفت المساعي في الساعات الأخيرة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة برعاية مصرية، ولكن وفيما أشارت مصادر ديبلوماسية إلى تحقيق تقدم فإنها أشارت أيضا إلى الحاجة للمزيد من العمل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وبرز من خلال تطبيق تعليق إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة لمدة 5 ساعات أمس بأن المفاوضات لربما دخلت مرحلة حساسة لو التزمت إسرائيل بها بالكامل.
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري طلب هذا التعليق لأسباب إنسانية وقد وافقت عليه إسرائيل وحماس.
يذكر أنه سقط 8 شهداء في قطاع غزة في اليوم العاشر من العدوان الإسرائيلي على غزة ما رفع عدد الشهداء إلى 230 شهيداً و1685جريحاً فيما أشار الجيش الإسرائيلي إلى انه أغار على 1950 هدفا في القطاع وأن الفلسطينيين أطلقوا 1381 صاروخا على إسرائيل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقد ذكرت بعض وسائل الإعلام الدولية أنه تم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يبدأ الساعة السادسة من صباح اليوم الجمعة وهو ما لم تؤكده مصادر إسرائيلية أو فلسطينية كما نفاه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان.
وجاء الحديث عن وقف لإطلاق النار بعد قيام وفد إسرائيلي رفيع المستوى بزيارة مصر إلى جانب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة فضلا عن اللقاءات التي عقدها مسؤولون مصريون مع عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) موسى أبو مرزوق.
وقالت مصادر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استعرض مع عباس أمس خلال جلسة ثنائية مغلقة، سبل وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة ووقف المجازر التي ترتكب بحق الأبرياء والتأكيد على تثبيت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار حفاظاً على حياة أبناء الشعب الفلسطيني ووقف إراقة الدماء.و أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية المصرية حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن "مصر أجرت اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية بما فيها الفصائل الفلسطينية المختلفة قبل طرح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
ومن جانبها ذكرت مصادر إسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي الذي زار مصر ضم رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يورام كوهين، ورئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، ومساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي المحامي يتسحاق مولخو.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية أن " الوفد الذي عاد إلى تل أبيب أمس أجرى محادثات مع المسؤولين المصريين كما شارك في مفاوضات غير مباشرة مع ممثلي الفصائل الفلسطينية".
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن أبو مرزوق التقى مع المسؤولين من المخابرات العامة المصرية لبحث اقتراحات وقف إطلاق النار في غزة.
من ناحية ثانية، ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن 8 فلسطينيين من مجموعة خاصة قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي بعد التسلل بنفق إلى إسرائيل لتنفيذ عملية كبرى قبل أن تغير عليهم طائرة عسكرية اسرائيلية، مشيرة إلى أن النفق يمتد من جنوبي قطاع غزة وحتى بلدة صوفا ، جنوبي إسرائيل.
ولكن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) قالت، أنها"نفذت عملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا جنوب قطاع غزة، حيث قامت مجموعة خاصة من كتائب القسام بذلك في تمام الساعة الرابعة صباحا " وأضافت"خلال انسحاب المجموعة بعد استكمال مهمتها، تعرضت لنيران طيران العدو، وأن كافة مجاهديها عادوا بفضل الله بسلام ".