كل عام والوطن في خير وفير وسلام وطمأنينة وأمان.
كل عام ونحن نتمتع بقيادة هذا الوطن المعطاءة من أبناء آل سعود وهم في خير وسلام وأمان.
كل عام وإنسان هذا الوطن من مواطنين ومقيمين في محبة وتسامح وتعايش وأمان.
يوم الوطن البهي لا يمكن اختصاره بسهولة في تجديد ذكرى عظيمة في نفوسنا، فجميعنا شغوفون بقيادته وترابه وإنسانه وتاريخه، إنه ليس مجرد يوم نجدد فيه ولاءنا وحبنا وإخلاصنا بالكلام فقط، ونحن نعلن وفاءنا لكل ما أنجبته هذه الأرض الطيبة من حضارة وتطور بقيادة أبناء عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ والتي نتمتع فيها الآن بعدل وحبّ أحد أبنائه والدنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين أبي متعب صقر العروبة، وولي عهده سلطان الخير ونائبه الثاني نايف الأمن والأمان.
إنه يوم عظيم لا يمكن اختصاره فقط في كلمة احتفال وجمع غفير يجدد وفاءه له، بل هو يوم يوجب علينا أن نتذكر قضايانا المنسية وأصحابها المنسيين ونسارع في الوفاء بها وإصلاح ملفاتها العالقة، وأخص بأداء هذا الواجب مسؤولي الوزارات ممن سيختصرون هذا اليوم البهي في وزاراتهم باحتفال وكلمة في ذكراه؛ لينفض بعدها الجمع ويعودون إلى مكاتبهم في اليوم التالي، ويستمر بقاء الملفات الساخنة العالقة في أدراج مكاتبهم تاريخا قديما تتحول بعدها إلى أرشيف وزاراتهم، وهي ملفات من شأنها أن تصلح قضايا إنسان الوطن الذي تخدمه وزاراتهم، ولهذا ينبغي أن يدفعهم هذا اليوم العظيم في ترجمة وفائهم لا في مجرد كلمة حفل وجمع غفير ومسؤول يتقدمهم؛ بل في إصدار قرارات فاعلة من شأنها أن تصحح مسارات لطالما أعاقت حاجات المواطن، وتعامت عنها؛ وأدى ذلك إلى إهمالها.
إنه يوم الوطن والمواطن وقضاياه، والذي أتمنى فيه أن تترجم الوزارات ومسؤولوها احتفالهم به في إصدار قرارات تصحيحية تنعكس تطورا وحضارة يعيشها الوطن في كل أيام العام والأعوام القادمة لإصلاح الملفات العالقة؛ والتي على رأسها ملف الشباب الذين يشكلون نسبة تزيد عن نصف المجتمع، ويتكدسون في ظل البطالة والكساد الترفيهي مما يجعلهم يتحولون إلى عالة على الوطن ومصدر تهديد أيضا إذا ما تمّ إهماله أكثر من ذلك؛ ولا ننسى ملف المرأة السعودية التي تحتاج إلى مزيد من القرارات الإصلاحية في شؤونها وأحوالها الحقوقية واحتياجها في فتح مجالات عمل وتعليم جديدة، ثم ملف ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم المهضومة في مجتمع لا يوفر فيه شارعا لهم يسهل مشيهم عليه؛ وملف الفقر والفقراء، والخدمات الصحية التي باتت تتدنى ولا توفر أحيانا حتى الدواء للمواطن في ظل التعامي عن الأخطاء الطبية التي لا رادع أو قانون يحميه منها، وملف المواد والسلع الاستهلاكية التي تزداد أسعارها في ظل تناقص أيام صلاحيتها، إلى آخر هذه الملفات التي لا تقصر فيها القيادة الرشيدة في دعم إصلاحها وتطورها وحلها خدمة للوطن وإنسانه، لكنها تتعطل وتنسى مع الأسف في أدراج بعض المسؤولين في وزاراتهم.
أخيرا، كل عام والوطن وإنسانه وقيادته الرشيدة الحبيبة بخير وسلام وطمأنينة، وكل عام وضمائر المسؤولين في وزاراتهم إلى الوطن والمواطن أقرب وأصلح.