يقال دائماً أن النتائج أهم بكثير من التنظير، وحينما يتعلق التنظير بإمكانات ومؤهلات وقدرة الكوادر السعودية دائماً ما تُساق بعض التُهم المعلبة التي مللنا سماعها، كاتهام الشباب بأنهم ينتظرون المكاتب المكيفة والوظائف المريحة ويرفضون النزول بسواعدهم في ساحة سوق العمل! لكن في المقابل أفعال هؤلاء الشباب تتحدث عمليا وأمام أنظار كل العالم في موسم الحج حين تُسيطر الكوادر الوطنية وتتفانى في إدارة أكبر حشود في العالم داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمطارات والمنافذ البرية والبحرية والجوية. فموسم الحج اختبار عملي حقيقي تواجهه المملكة كل عام، والجميل في الموضوع أننا نفعل كل ذلك دون الاستعانة بخبير أخضر العينين أشقر الشعرات يلبس البدلة و(يكشخ) بالكرفتة!
يحدث كل هذا بقليل من الثقة وبكثير من تضافر جهود كل الجهات ذات العلاقة كالداخلية ووزارة الحج والنقابة العامة للسيارات وشركات حجاج الداخل ومؤسسات الطوافة والهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف ووزارة الصحة والهلال الأحمر ووزارة الثقافة والإعلام والكشافة وجميع القطاعات ذات العلاقة، بل وحتى شباب وفتيات مكة المكرمة وما جاورها من مُدن، كل هذا يتمثل في خدمة ضيوف خالق الكون، وهو نابع من رغبة حقيقية في خدمتهم ويُعطينا نتائج تُجبرني على رفع شماغي وطاقيتي وعقالي احتراما لكل شخص يخدم الدين أولاً ثم وطنه في فترة الحج، وليوجهوا رسالة واضحة وصريحة لكل من يشكك بقدرات أبنائنا بأنه مخطئ، وأن الخلل الحقيقي يمكن في نظرته تجاههم لا في إمكاناتهم وقدرتهم!
خاتمة: آن الأوان لتحويل خدمة الحجاج من المطار وإلى وجهته المقررة سواء مكة المكرمة أو المدينة المنورة بطريقة سلسة لا سيما بعد دخول القطارات في مسار خدمة الحجيج فلم يعد (الباص) لائقاً بكل هذه الجهود.