رغم الحملات التي اتخذتها الأجهزة المختصة خلال الأشهر الماضية للحد من العمالة المخالفة لأنظمة العمل والإقامة بالمملكة، إلا أن ظاهرة التسول عادت للظهور في الطائف من قبل الوافدات اللاتي يترصدن الصائمين في المساجد في أوقات الإفطار.

وفي حين تعذر حصول "الوطن" على تعليق من مدير جوازات الطائف العميد غلاب الرشيدي، شكا مواطنون من سيطرة العمالة غير النظامية على كثير من المواقع الحيوية في الطائف ومنها مسجد عبدالله بن عباس، إضافة إلى عدد من الشوارع الرئيسة كشارع الستين، خاصة المتسولات اللاتي ينتشرن بصورة كبيرة متخفيات بالعباءة والحجاب حتى لا يتم التعرف عليهن، بينما ترفض بعضهن الحديث مطلقا، وتكتفي بالإشارة حتى لا تكشف هويتها.

وقال المواطنون إن بعض المساجد الكبرى بالطائف مثل ابن عباس ومسجد الملك تعاني الأمرين من هذه العمالة الوافدة، والتي خرجت بصورة كبيرة مع بداية شهر رمضان في ظل غياب ومتابعة من قبل الجهات المختصة، بحجة العمل على خدمة المساجد نظافة وتنظيما، وفي حقيقة الأمر بغرض التسول بطرق ملتوية.

وقالت فاطمة الحارثي إن العمالة المخالفة تستوطن المساجد في رمضان بحجة العمل على خدمة المساجد، ولكنهم يتسولون ويضايقون المصلين والمصليات. واستغربت أن يتم إيواء هؤلاء المخالفات والمخالفين بالمساجد بدعوى فعل الخير ونيل الأجر.

وقالت أم محمد إنها ذهبت لشراء حاجاتها من السوق، فاستوقفها أحد المتسولين، طالبا منها صدقة لتوفير الطعام لأسرته الموجودة معه، ولفت انتباهها أنه يرفض الصدقة ما لم تكون نقودا.

وبينت أم صالح أن المساجد أصبحت بؤرة تجمع لهذه العمالة، مشيرة إلى أنها أثناء صلاة التراويح تابعت بعض المخالفات لأنظمة الإقامة والعمل، وهن يتفقن مع سيدات على توفير بعض العاملات من العمالة المخالفة مقابل مبالغ مادية كبيرة. وقالت أم لمى إنها تقطن بالقرب من أحد الجبال القريبة وتشاهد يوميا عمالة كثيرة جدا تخرج قبيل الإفطار، وينتشرون ومن ثم يعودون في أوقات متأخرة، وتشاهدهم أيضا يحملون معهم كثيرا من المؤن والحاجات، ويصعدون بها الجبال، مشيرة إلى أنهم يذهبون للإشارات المرورية والمساجد ويتسولون حتى الطعام.

وبينت أم سلطان أنها شاهدت أحد العمالة الوافدة يقوم بتبديل ملابسه مع عامل نظافة، حيث يرتدي المخالف ملابس ذلك العامل النظامي، ويجوب الشوارع بحثا عن المال استغلالا للمواطنين الذين يمدون يد المساعدة بالمال والطعام للعمال خاصة من يقومون بتنظيف الشوارع.