كشفت مصادر بارزة في تيار المستقبل اللبناني أن حزب الله يلجأ إلى عمليات تزوير واسعة النطاق في التقارير الطبية التي يصدرها بحق عناصره الذين يسقطون في سورية نتيجة للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد، مشيرة إلى أن أياً من تقارير الوفاة لا تشير إلى السبب الحقيقي لوفاة تلك العناصر وهو الإصابة بالرصاص خلال القتال، بل تشير التقارير إلى أن أسباب الوفاة تعود إلى أمراض عادية أو طارئة مثل الجلطات الدماغية أو السكتة القلبية، وفي بعض الأحيان تزعم التقارير أن سبب الوفاة يعود إلى حوادث مرورية. وأشارت المصادر إلى أن الإجراء المتبع هو أن يقوم "مختار" كل بلدة بإصدار وثيقة تبين سبب الوفاة، فيلجأ الحزب إلى بعض المتعاونين معه لإصدار الوثائق وفق ما يطلب منهم.
وتعليقاً على تلك الأنباء يقول الناشط الإعلامي عمار الهادي في تصريحات إلى "الوطن": "حزب الله يلجأ للتزوير، لتفادي غضب الأهالي على مقتل أبنائهم في سورية، وهناك سبب آخر لهذا التزوير هو رغبة الحزب في عدم دفع التعويضات المالية لأهالي القتلى، إذ إن هذه التعويضات تبلغ أرقاماً فلكية ليس باستطاعة الحزب تسديدها، لا سيما في ظل الأزمة المالية الطاحنة التي تحاصره بسبب تأثير المقاطعة الخليجية للحزب وإيقاف أنشطته التي كانت تدر عليه مكاسب كبيرة، إضافة إلى تناقص الدعم الذي كان الحزب يتلقاه من إيران. ومن الغريب أن الحزب يرفض في كثير من الأحيان طلب أهالي القتلى بتشريح جثث أبنائهم أو مجرد الكشف عنها، وتقضي التعليمات بحضور مراسم التشييع فقط".
ومضى الهادي بالقول "في أكبر دلالة على لجوء الحزب للكذب والتزوير، أعلنت قيادته أن عدد القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات التي شهدتها منطقة القلمون خلال اليومين السابقين بلغ 6 قتلى فقط، بينما تشير المعلومات المؤكدة إلى أنهم فاقوا 30 قتيلاً و70 جريحاً، غالبيتهم في حالة صحية حرجة". في سياق منفصل، بعث وزير العدل أشرف ريفي برسالة تهدئة إلى أهالي المعتقلين من مدينة طرابلس اللبنانية، وقال في تصريحات صحفية أمس "أطمئن كل أهالي الموقوفين بأن العدالة ستأخذ مجراها بشكل سريع وعادل. ونحن على ثقة بأن طرابلس لن تتخلى، مهما كلف الأمر، عن أمنها واستقرارها، خصوصاً أن أهلها مرتاحون لأنهم خرجوا من دوامة العنف، وهم مستعدون، وأنا أحدهم، لدفع الغالي والثمين لتنعم المدينة بالأمن والاستقرار". واعترف ريفي بتدهور الأوضاع الإنسانية في سجن رومية، قائلاً "وضعه مزرٍ جداً وحقوق الإنسان غير متوفرة، لذلك كلنا نبحث في خطة استراتيجية لإغلاقه، وإنشاء سجن يحظى بالمواصفات العالمية في المجالات كافة".
وعلى صعيد الوضع في الجنوب، تقدم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروس أور بشكوى ضد لبنان لدى مجلس الأمن جراء إطلاق الصواريخ عليها خلال الأيام الأخيرة. وكانت مصادر في الجيش الإسرائيلي قد أشارت إلى أن الحملة الأخيرة على غزة تمثل مقدمة لحرب لبنان الثالثة. وتخوف ضابط إسرائيلي من أن تتعرض إسرائيل لألف صاروخ يومياً في حال اندلعت الحرب على الجبهة الشمالية. وعلى إثر ذلك أعلن وزير الخارجية جبران باسيل اعتزامه تقديم شكوى للمجلس عن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.