أكدت مصادر سياسية وعسكرية مطلعة، أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، رفض الانصياع لضغوط مورست عليه من قبل شخصيات سياسية وعسكرية، بتوجيه قوات عسكرية مكثفة إلى محافظة عمران؛ لخوض مواجهات مسلحة جديدة ومتعددة مع الحوثيين، الذين أسقطوا المدينة بعد معارك شرسة مع قوات الجيش والقبائل الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمون" استمرت لأشهر.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس هادي برر رفضه إرسال وحدات عسكرية قتالية إضافية إلى عمران لتنفيذ عمليات عسكرية متعددة ومكثفة ضد الحوثيين؛ لاعتبارات تتعلق برغبته في انتهاج خيارات أقل كلفة من قبيل ممارسة الضغوط على قيادة جماعة الحوثي، واستخدام ورقة العقوبات الدولية التي لوح بها مجلس الأمن الدولي مؤخرا ضد جماعة الحوثي قبيل اللجوء للخيار العسكري.
وكان الحوثيون قد أبدوا استعدادهم لتسليم المدينة المستولى عليها الأسبوع الماضي إلى وزارة الدفاع، ووصلت كتيبة من اللواء التاسع المرابط في صعدة لاستلام المواقع العسكرية، إلا أن الحوثيين ما زالوا يفاوضون بشأن تسليم ما وقع تحت أيديهم من سلاح ثقيل، وتم تهريبه إلى خارج مدينة عمران.
وبدأت عمران تستعيد بعضا من إيقاع حياتها التي فقدته خلال أسابيع الحرب الأخيرة، وأكد شهود عيان قدموا من المدينة أن الحياة بدأت تدب في المدينة، وخرج الناس لقضاء حاجياتهم، بعد أن ظلوا في بيوتهم طوال أسابيع؛ بسبب المواجهات العنيفة في المدينة. وأشار هؤلاء في حديثهم إلى"الوطن"، إلى أن أجهزة الدولة مازالت غائبة عن المشهد في المدينة، فيما الحضور البارز هو لجماعة الحوثي التي يسيطر أنصارها على معظم مرافق الدولة، ويبدون استعدادا لتسليم هذه المرافق للجنة شكلت من السلطات في صنعاء، إلا أنها لم تباشر مهامها.