شنت قوات الأمن بمحافظة شمال سيناء أمس حملة أمنية موسعة لضبط المتورطين في الأعمال الإرهابية الأخيرة على خلفية الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها مدينة العريش الأحد الماضي. وداهمت الحملة عدة بؤر إرهابية جنوب الشيخ زويد وبعض القرى بمدينة رفح والعريش، وأسفرت عن ضبط 6 عناصر تكفيرية شديدة الخطورة، وحرق وتدمير 15 بؤرة إرهابية وإجرامية، وتدمير 4 سيارات، ودراجة بخارية تستخدمها العناصر التكفيرية في الهجوم على قوات الأمن، إلى جانب تدمير 4 أنفاق للتهريب على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، كما تم ضبط 3 بنادق آلية وكميات كبيرة من الأعيرة النارية.

إلى ذلك، قال الخبير الأمني اللواء المتقاعد فؤاد علام: "تكرار العمليات الإرهابية في سيناء دليل على أن سياسات مكافحة الإرهاب بحاجة إلى مراجعة، وأن السلطات تتعامل مع الأمر بوجهة نظر أمنية فقط، متجاهلة أنه منظومة أمنية وفكرية وعقائدية ودينية، وينبغي على القيادات الاطلاع على الأبحاث والاستراتيجيات المتعارف عليها، التي أثبتت نجاحاً هائلاً في مكافحة الإرهاب، خاصة أنه لا يمكن التعامل مع الإرهاب في هذا التوقيت على أنه حادث عابر".

بدوره، قال الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل فؤاد "الجماعات المتشددة المنتشرة بسيناء تريد الزج بمصر لخوض حرب ضد الكيان الصهيوني، وهذا خطأ نابع من عدم درايتهم بالحقائق الاستراتيجية، فقد تعاملنا من حرب أكتوبر 1973 على أن الحرب أمر ضخم يستوجب استعداد كافة مؤسسات الدولة، والعلاقات والمواقف الدولية لا تفرض على الدولة من الخارج أو من الجماعات الإرهابية، وإنما لكل شيء حساباته وتوازناته، والجميع يعلم أن مصر هي المنفذ الوحيد لأهالي قطاع غزة في ظل إغلاق كافة المعابر الإسرائيلية". من جانبه، قال المحلل العسكري اللواء طلعت موسى "الخلايا النائمة لجماعة أنصار بيت المقدس وبقايا الجماعات المتطرفة الموجودة في سيناء تريد الضغط على مصر لاتخاذ موقف انفعالي ضد العدوان الإسرائيلي، وموقف مصر تجاه ما يدور في غزة يعتمد على محورين، الأول دبلوماسي تسعى من خلاله لوقف إطلاق النار بين الجانبين، والثاني إنساني بفتح معبر رفح أمام المصابين والجرحى". وفي السياق ذاته، يقول الجهادي السابق والقيادي بالجبهة الوسطية ياسر سعد "التفجيرات التي شهدتها العريش تؤكد وصول جماعات متشددة إلى مصر باستراتيجياتها الإرهابية غير التقليدية. وعلى السلطات المصرية أن تتعامل بقوة مع مثل تلك الجماعات، خاصة أنها تمثل خطراً حقيقياً على الأمن القومي المصري لا يمكن تجاهله ويجب مواجهتها بكل قوة حتى لا تتشعب كالسرطان داخل المجتمع".

في سياق منفصل، نفت السفارة الأميركية بالقاهرة الأنباء التي ترددت عن إلغاء وزير الخارجية جون كيري لزيارة كان سيقوم بها إلى القاهرة أمس، مشيرة إلى أنه "ليست هناك زيارة مقررة في هذا التوقيت". وكانت تقارير إعلامية مصرية قد ذكرت أن كيري ألغى زيارته التي كان مقرراً لها أمس بسبب إعلان مصر لمبادرتها لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن الوزير الأميركي كان يفضل إعلان المبادرة عقب وصوله لمصر.